كل هذا ورد به الدليل، لكن من يرد الله أن
يضلّه، يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصّعَد في السماء لا يتسع ولا يطيق سماع
الأدلة، فضلاً عن العمل بها؛ لأنه يجري على ما ألِف عليه الناس، وما يرضيهم وما
زيّنه لهم الشيطان، وما حسّنته النفوس، ولا يرجع إلى الأدلة من الكتاب والسنة،
التي هي أساس العبادات.
قوله: «وما علمت
أحدًا من علماء المسلمين» هذا حكاية للإجماع على أنه لم يعلم أحدًا من المسلمين
يخصص هذه الأمكنة أو ما شابهها بنوع من العبادة، هذا من حيث البدعية، لكن من حيث
إن هذا يُفضي إلى الشرك، وعبادة غير الله، فهذا أشد.
قوله: «فأما ما
يذكره بعض الناس من أنه ينتفع الميت بسماع...» قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ
إِلَّا مَا سَعَىٰ٣٩ وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ ٤٠ ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ
ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ﴾ [النجم: 39- 41]
والآية الكريمة تدل على أنه لا ينفع الإنسان إلا عمله، ولا ينفعه عمل غيره، وبهذا
أخذ جماعة كثيرة من العلماء، فقالوا: لا يصل إلى الأموات شيء من أعمال غيرهم
البدنية، أما المالية والصدقة فهذا شيء آخر، لكن الأعمال البدنية، كالصلاة والصيام
وغير ذلك من الأعمال لا يصل ثوابها إلى الأموات عملاً بالآية الكريمة.
وذهب بعض أهل العلم
إلى أنها تصل إلى الميت مطلقًا.
والقول الثالث: ما دلَّ عليه الدليل فإنه يصل ثوابه للميت، وما لم يدلُّ عليه الدليل فإنه يبقى على الأصل وهو المنع والنفي، والذي يصل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد