فهذه الأدعية ونحوها مشروعة باتفاق العلماء، وأما إذا
قال: أسألك بمعاقد العزِّ من عرشك، فهذا فيه نزاع: رخّص فيه غير واحد لمجيء الأثر
به، ونُقل عن أبي حنيفة كراهته.
قال أبو الحسن القدّوري في «شرح الكرخي»: قال بشر بن
الوليد: سمعت أبا يوسف قال: قال أبو حنيفة رحمه الله: لا ينبغي لأحد أن يدعُو الله
إلاّ به، وأكـره أن يقول: بمعاقد العزِّ من عرشك، أو بحقِّ خلقك.
قال أبو يوسف: بمعقد العزِّ من عرشه هو الله، فلا أكره
هذا، وأكره: بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت والمشعر الحرام، بهذا
الحق يُكره.
قالوا جميعًا: فالمسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لا حقّ
للخلق على الخالق، فلا يجوز أن يُسأل بما ليس مستحقًّا عليه. ولكن «معقد العز من
عرشك» هل هو سؤال بمخلوقٍ أو خالق؟ فيه نزاع بينهم، فلذلك تنازعوا فيه، وأبو يوسف
بلغه الأثر فيه: «أسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك
الأعظم، وجدّك الأعلى، وكلماتك التامة» فجوّزه لذلك.
*****
جواز السؤال بمعقد العز من العرش يرجع إلى معنى معقد العز، فإن كان هو الله فلا مانع من السؤال به؛ لأنَّ الله يُسأل به وبأسمائه وصفاته، أما إن كان المراد العرش نفسه، فإنَّ العرش مخلوق، ولا يجوز ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد