ولفظ الدعاء في القرآن يتناول هذا. وهذا الدعاء بمعنى
العبادة، أو الدعاء بمعنى المسألة، وإن كان كلٌّ منهما يستلزم الآخر، لكن العبد قد
تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجاته، وتفريج كُرباته، فيسعى في ذلك بالسؤال
والتضرع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك
المطلوب من الرِّزق والنصر والعافية مُطلقًا، ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب
الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته والتنعُّم بذكره ودعائه ما يكون هو أحب إليه
وأعظم قدرًا عنده من تلك الحاجة التي هَمَّته، وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم
بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العليّة الدينيّة.
*****
مكانة الدعاء من
العبادة:
الدعاء أعظم أنواع
العبادة، قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1])، والله جل وعلا
يقول: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ
مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14] وقال: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62].
وتقدم أنَّ الدعاء
على قسمين:
دعاء عبادة: وهو الثناء على
الله جل وعلا.
ودعاء مسألة: وهو طلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى وكلاهما مشروع، وهو أعظم أنواع العبادة، فعلى من احتاج إلى شيءٍ فعليه أن يتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى ويدعوه، فهو المجيبُ لا سواه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وأحمد رقم (18391).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد