وقال
تعالى: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ
إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125].
*****
يعقوب هو إسرائيل عليه السلام، وصّى بنيه بأن
يعبدوا الله ويكونوا مسلمين ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ
ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ فدلّ على أنَّ
هؤلاء كلّهم على الإسلام.
وهذا يوسف عليه
السلام سأل الله أن يتوفَّاهُ على الإسلام، فالإسلام دِين جميع الأنبياء.
يعني: أنَّ بني إسرائيل
منهم مسلمون، يحكم فيهم النبي في وقته - والأحبار من بعد النبي - بالإسلام.
قوله: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ﴾ [النساء: 125] هذه
الآية فيها شرطان لقبول العبادة:
الشرط الأول: الإخلاص وهو
الإسلام، ﴿أَسۡلَمَ
وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ يعني: أخلص عمله لله عز وجل وقصده.
والشرط الثاني: الاتباع للرسول
صلى الله عليه وسلم، وهذا في قوله: ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾ أي: متَّبع للرسول صلى الله عليه وسلم، فالعبادة يُشترط
لقبولها شرطان: الإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد