وَعَنْ عُثْمَانَ
بْنِ طَلْحَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بَعْدَ
دُخُولِهِ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِينَ
دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا
فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ
الْمُصَلِّيَ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
فالنَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أمرها أن تميطه، أي: أن تزيله عن قبلة النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم في صلاته؛ لئلا تشغله، فقال: «أَمِيطِي عَنِّي» أي: أزيلي «قِرَامَك
هَذَا فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلاَتِي».
دلَّ هذا على أنَّه: يُزال كلُّ ما
أمام المصلي إذا أمكن، وإذا لم يمكن فإنَّه يكره أن يصلي إلى ما يشغله.
النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم عام الفتح - كما سبق - دخل الكعبة المشرفة، وأزال ما فيها من إحداثات
المشركين من الصُّور ومن الأشياء الَّتي علقوها في الجدران، أزالها صلى الله عليه
وسلم، وغسلها بماء زمزم، إلاَّ أنَّه نسي أن يزيل أو أن يغطي قرني الكبش، والمراد
بالكبش هنا: الكبش الَّذي فدى الله به إسماعيل، زعمت قريش أن هذين القرنين هما
قرنا الكبش، أو صورة تمثيلية لهما، ووضعتهما في الكعبة، الرَّسول عليه الصلاة
والسلام حينما أزال ما بجوف الكعبة وما داخلها نسي أن يغطي هذين القرنين.
فأمر عثمان بن طلحة الشَّيبي - سادن الكعبة - أن يغطيهما، لئلا ينشغل بها المصلون داخل الكعبة.
([1]) أ أخرجه: أحمد رقم (16688).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد