×

 حكمُ إحياءِ الآثار

****

·       أنواعُ الآثار:

أولاً: الآثارُ النبوية الحديثية:

ويرادُ بها ما وردَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الأحاديثِ الشريفةِ ويطلقُ عليها اسمُ السنة، وتأتي في المرتبةِ الثانيةِ في التعظيم، وفي الاستدلالِ بها بعد القرآن الكريم.

وتُطلَقُ الآثارُ أيضًا على ما وردَ عن السلفِ الصَّالح من اجتهاداتٍ وأقوالٍ في الأحكام الشرعية.

وهذه الآثارُ النبوية، والأقوالُ والاجتهاداتُ السلفيةُ تجبُ العنايةُ بها والاحتفاظ بها، فهي مصادرُ الدينِ الإسلامي بعدَ القرآن الكريم، وقد اعتنى بها العلماءُ حفظًا وضبطًا وروايةً، وتفقهوا في معانيها، وسَمَّوا ذلك بفنِّ الأثرِ أو عِلم الأثر، وألَّفوا فيه المؤلفاتِ الكثيرةَ من السنن والصِّحاح والمسانيد والآثار.

وقد شبَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما جاء به من الكتابِ والسنة بالغيثِ النازل على الأرض:

فمنهما طائفةٌ: حفظت الماءَ وأنبتتْ الكلأ - وهو العشب - فارتوى النَّاسُ من مخزوناتِ مياهِها ورَعَوا من كَلَئِها، وذلك مَثَل العلماء الحُفَّاظ الفقهاء.

ومنها طائفةٌ: أمسكت الماءَ ولم تنبت كلأً؛ لأنها أجادبُ، لكنها أمسكت الماءَ فارتوى النَّاس من مخزون مياهها، وهذا مَثَل الحُفَّاظ غير الفقهاء.

وفي كلا الطائفتين خير.


الشرح