×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

هواك، إلاَّ أن تكونَ مَعذُورًا بنومٍ غَلَبك، أو نِسيانٍ طَرَأ عليك، أو كُنتَ ممَّن يُباحُ له الجمعُ وأردتَ أن تجمعَ الظُّهرَ مع العَصر، أو المغربَ مع العِشاء، فهذه الأحوالُ لا بأسَ بها، وتكونُ صلاتُك صحيحةً؛ لأنَّك مَعذُور.

أمَّا من ترَكَ الجماعةَ لغيرِ عُذْر، أو أخَّر الصَّلاةَ عن وقتِها لغيرِ عُذر؛ فإنَّه يكونُ مُضيِّعًا للصَّلاة، وليسَ المرادُ بتَضْييعِ الصَّلاةِ تَركَها، إنَّما المرادُ بتَضييعِها تَضييعُ الوَقت، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ [مريم: 59]، يعني: أخرَجُوها عن مواقيتِها، بدليلِ قولِه تعالى في الآيةِ الأُخرى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون: 4- 5]، سمَّاهم مُصلِّين وتوعَّدهم بالوَيلِ مع أنَّهم يصلُّون، والسَّبَبُ أنَّهم ﴿هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ والسَّهْوُ عن الصَّلاةِ هو إخراجُها عن وقتِها من غيرِ عُذْر، فهذه صلاةٌ لا تُقبَلُ عندَ الله عز وجل، وهي صلاةٌ مُضيَّعة.

أمَّا الذي يترُكُ الصَّلاةَ نِهائيًّا فهذا كافِر؛ لأنَّه هدَم رُكنًا من أركانِ الإسلام؛ بل هدَم الرُّكنَ الثَّاني بعد الشَّهادتين، الذي هو عمودُ الإسلامِ كما في الحَديث.

فالصَّلاةُ شأنُها عظيم، ولا يَتَهاون بالصَّلاةِ مَن في قلبِه إسلام، ويجِبُ على المسلمِ أنْ يحافظَ عليها، ويُقِيمَها في أوقاتِها، هذه هي الصَّلاةُ النَّافعة، التي تبرأ بها الذِّمَّة، أمَّا الذي يُصلِّي حسبَ هواه، فينامُ ويتعمَّد النَّوم ويقول: مَتى ما قُمتُ من النَّوم أُصلِّي، فيصلِّي الفجرَ بعدَ


الشرح