فَقَط. ومعنى ذلك: اتركُوا الأسْبابَ الَّتي
تُوصِّل إلى الزِّنا؛ من النَّظر، وسَفَرِ المرأةِ بدُونِ مَحْرَم، وتبَرُّج
النِّساءِ وسُفُورِهنَّ واخْتِلاطِهنَّ بالرِّجال، هذه أسبابٌ للزِّنا، وكلُّها
نَهى عنها الشَّارعُ سَدًّا لذَريعةِ الوقوعِ في الفَاحِشة.
الثّالث: «التَّارِكُ
لِدِينِهِ» وهو المُرتدُّ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ
فَاقْتُلُوهُ»([1])؛ لأنَّه شَهِد
واعتَرفَ أنَّ هذا الدَّينَ حقٌّ، ودخلَ في الإسلام، ثمَّ بعدَ معرفتِه واقتناعِه
يرتدُّ، فهذا دليلٌ على فَسادِه، فهذا يُقتَلُ حَدًّا حمايةً للدِّين من
التَّلاعُب، وسدًّا لطريق المفسدين الَّذين يُريدون صَرْفَ النَّاسِ عن الدِّين؛
لأنَّ بعضَهم يَدخُلُ في الإسلامِ ظاهِرًا، ثُمَّ يَرتدُّ؛ ليقول النَّاس: لمْ
يرتدّ إلاَّ لأنَّه رأى أنَّ الدِّينَ ليسَ فيه صلاحيَّة؛ لأنَّ هذا الَّذي ارتدَّ
من المُفكِّرين، ومِن المُدرِكِين للأمور، ولو أنَّه رأى في هذا الدِّينِ خيرًا
لمَا ارْتدّ. هَكَذا يقولُ المُنافِقون وضِعَافُ الإيمان، فإذا قُتِل فإنَّ
النَّاسَ يَحترِمون الدِّين، ويَتوقَّفُون عن التَّلاعُبِ به.
وقوله: «الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ»، قيل: هو الَّذي يَخرُجُ على وليِّ الأمرِ ويُفارقُ جَماعةَ المسلمين، ويُرادُ بذلك الخَوَارج، والبُغَاة، ومن شقَّ عصا الطَّاعة، وخرَجَ على الجَمَاعة، فإنَّه يُقاتلُ دَفعًا لشَرِّه، وإذا قُتِل بالقِتالِ والجِهاد فإنَّ قتلَه مَأْذونٌ به شَرْعًا؛ لأنَّه صيانةٌ للدِّين من التَّلاعُب، وصِيانةٌ لاجتماعِ كَلمةِ المسلمين، هذا هو المُفارِقُ للجَمَاعة.
([1]) سبق تخريجه.