إنَّمَا كَانَ
يَكْرَهُ أَنْ يُطَافَ فِي الْمَجَالِسِ فَيُقَالَ: أَنْعِي فُلاَنًا، فِعْلَ
أَهْل الْجَاهِلِيَّةِ» ([1]).رَوَاهُ سَعِيدٌ
فِي سُنَنِهِ .
وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَخَذَ الرَّايَةَ
زَيْدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ
قوله رحمه الله:
««إنَّمَا كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُطَافَ فِي الْمَجَالِسِ فَيُقَالَ: أَنْعِي
فُلاَنًا، فِعْلَ أَهْل الْجَاهِلِيَّةِ»»، المنهي عنه نعي الجاهلية،
الذي يراد به الجزع والتسخط على موته.
قوله رحمه الله:
«رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي سُنَنِهِ»، سعىد بن منصور.
قوله رحمه الله:
«وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ»»، هذا دليل: على أن الإخبار
عن موت الميت ليس مذمومًا، إلا إذا كان المقصود منه التحسر، فالنبي صلى الله عليه
وسلم أخبر عن الذين استشهدوا من الصحابة رضي الله عنهم في وقعة مؤتة؛ أنه أخذ
الراية زيد رضي الله عنه، أخذها زىد بن حارثة رضي الله عنه، فقتل، ثم أخذها بعده
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فقُتِلَ ثم أخذها بعده عبد الله بن رواحة رضي الله
عنه، فقتل، أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ من أجل أن يدعي لهم، ويترحم
عليهم.
ثم أخذها خالد بن
الوليد رضي الله عنه، ففتح الله عليه به، ونصر الله المسلمين على يديه، وأنقذهم من
هذا الخطر.
«أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ»، ىعني: قُتِلَوا
([1])أخرجه: عبد الرزاق رقم (6056).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد