الآيات قوله تعالى على لسانهم: ﴿قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا
قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ﴾ [الطُّور: 26] أي: كنّا في الدنيا
خائفين من عذاب الله، كما في الآية الأخرى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ
عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ﴾ [المعَارج: 27]، ومعنى ذلك: أن الذي أوصلهم
إلى هذه المنزلة من الجنة هو أنهم كانوا في الحياة الدنيا خائفين من عذاب الله متجنبين
لما ىوجبه فلما خافوا منه نجاهم الله تعالى.
وفي هذا فضيلة الخوف
من الله عز وجل، وأنَّ على الإنسان أن يبقى على خوف من عذاب الله ولو أنه أُوتِيَ
الدنيا بحذافيرها، فهذا نبي الله داود عليه السلام قد آتاه الله الملك والمال،
والنبوة والخلافة في الأرض ومع هذا كله كان يقوم من الليل، ينام نصفه ويقوم ثلثه
وينام سدسه، وكان يصوم يومًا، ويفطر يومًا([1])، وكان يأكل من كسب
يده عليه السلام([2])، كان يعمل الدروع
ويبيعها، فهو كان قد سَخَّر الدنيا للآخرة، وأما الذي يُسَخِّر عمل الآخرة للدنيا،
فهذا هو الخاسر.
وأما قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ﴾[الأنعَام: 44]، فهؤلاء ابتلاهم الله بالمصائب؛ ليرجعوا إلى ربهم، ويستغفروا من ذنوبهم، فلم يتوبوا إلى ربهم، ولم يستمعوا إلى نصح رسلهم، وقالوا: هذه المصائب أمر معتاد، وقد مسَّ آباءَنا الضراءُ والبأساء وليس هو بسب ذنوبنا كما يقوله بعض الصحفيين اليوم، عند ذلك استدرجهم الله
([1])أخرجه: البخاري رقم (1131)، ومسلم رقم (1159).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد