×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

 وكذلك: إِذَا كَان يَدْعُو النَّاس إِلَى كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَلَكِن لاَ يَعْمَل بِمَا يَدْعُو إلَيْه؛ فَهَذَا أيضًا مِمَّا ينفِّر النَّاس عَنْه، وَاَللَّه تَعَالَى يَعْلَم مَا فِي الْقُلُوب، وَيَعْلَم مَا يَفْعَل الإِْنْسَان فِي أَيِّ مَكَان؛ فَإِذَا كَان يُبَارِز اللَّه بِالْمُخَالَفَة إِذَا خَلَّى، وإِذَا ظَهَر لِلنَّاس يَدْعُوهُم إِلَى الْخَيْر وَهْو بِخِلاَفِه؛ فَهَذَا لاَ يُؤَثِّر شيئًا، ولا يُقْبَل مِنْه؛ لأَنّ اللَّه لَم يَجْعَل فِي دَعْوَتِه بَرَكَة.

وَانَظْر إِلَى الدُّعَاة الْمُخْلِصِين؛ مَاذَا أَثْمَرَت دَعْوَتُهُم، وَهْم أَفْرَاد، وَلِهُم أَضْدَاد؟ أَمْثَال شَيْخ الإسلام ابْن تيميّة، وَتَلاَمِذَتِه، وَشَيْخ الإسلام مُحَمَّد بن عبد الوهاب، وَغَيْرهم، وَانَظْر إِلَى كَثْرَة الدُّعَاة الْيَوْم، وَكَثْرَة الْجَمَاعَات الدعوية، وقِلَّة آثَارهُم، وقِلة نَفْعِهِم؛ لِتَعْلَمَ أن الْعِبْرَة بِالْكَيْفِيَّة لاَ بِالْكَمِّيَّة.

س17: هَل مَنَاهِج الدَّعْوَة إِلَى اللَّه تَوْقِيفِيَّة، أَم اجْتِهَادِيَّة؟

ج17: مَنَاهِج الدَّعْوَة تَوْقِيفِيَّة، بيَّنها الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَسِيرَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، لاَ نُحْدِث فِيهَا شيئًا مِن عِنْد أَنْفُسِنَا، وَهْي مَوْجُودَة فِي كِتَاب اللَّه وَفِي سُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا أَحْدَثْنَا ضِعنا وضَيَّعنا.

قَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).

نَعَم، جَدَّت وَسَائِل تُستخدم لِلدَّعْوَة الْيَوْم، لَم تَكُن مَوْجُودَة مِن قَبْلُ، مِثْل: مكبرات الصَّوْت، والإذاعات، وَالصُّحُف، والمجلات، وَوَسَائِل الاِتِّصَال السَّرِيع، والبث الفضائي؛ فَهَذِه تُسمى: وَسَائِل، يُستفاد مِنْهَا فِي الدَّعْوَة، ولا تُسمَّى مَنَاهِج؛ فالمناهج بَيَّنها اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِه:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3550)، ومسلم رقم (1718).