×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

 س94: هَل يُمْكِن الاِجْتِمَاع مَع التَّحَزُّب؟ وما هُو الْمَنْهَج الَّذِي يَجِب الاِجْتِمَاع عَلَيْه؟

ج: لاَ يُمْكِن الاِجْتِمَاع مَع التَّحَزُّب؛ لأَنَّ الأَْحْزَاب أَضْدَاد لِبَعْضِهِم الْبَعْض، وَالْجُمَع بَيْن الضِّدَّيْن مُحَال، وَاَللَّه تَعَالَى يَقُول: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

فَنَهَى سُبْحَانَه عَن التَّفَرُّق، وَأَمَر بِالاِجْتِمَاع فِي حِزْب وَاحِد؛ وَهْو حِزْب اللَّه: ﴿أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [المجادلة: 22].

وَقَال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ [المؤمنون: 52].

فالأَحْزَاب والفِرَق وَالْجَمَاعَات الْمُخْتَلِفَة لَيْسَت مِن الإِسْلاَمِ فِي شَيْء، قَال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ [الأنعام: 159].

ولَمَّا أَخْبَر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَن افْتِرَاق الأُْمَّة إِلَى ثَلاَث وَسُبُعَيْن فِرقة قَال: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً»، وَقَال: «مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]).

فَلَيْس هُنَاك فِرْقَة نَاجِيَة إلاَّ هَذِه الْوَاحِدَة، الَّتِي مَنهَجُها: مَا كَان عَلَيْه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه؛ وما سِوَى ذَلِك فَهُو يُفَرِّق وَلاَ يُجَمِّع، قَال تَعالَى: ﴿وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ [البقرة: 137].

يَقُوْل الإمام مَالِك رحمه الله: «لاَ يُصْلِح آخِر هَذِه الأُْمَّة إلاَّ مَا أَصْلَح أَوَّلَهَا».


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والحاكم رقم (444)، والطبراني في «الكبير» رقم (129).