باب: الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
**********
عَنْ
بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ ابْنَ السَّعْدِيِّ الْمَالِكِيَّ قَالَ:
اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا
وَأَدَّيْتُهَا إلَيْهِ، أَمَرَ لِي بِعمَالَةٍ، فَقُلْتُ: إنَّمَا عَمِلْتُ
لِلَّهِ، فَقَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ؛ فَإِنِّي عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ، فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إذَا أُعْطِيتَ
شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ، فَكُلْ، وَتَصَدَّقْ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).
وَفِيهِ
دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نَصِيبَ الْعَامِلِ يَطِيبُ لَهُ، وَإِنْ نَوَى التَّبَرُّعَ،
أَوْ لَمْ يَكُنْ مَشْرُوطًا.
**********
قوله رحمه الله: «باب: الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا»، من هم
العاملون عليها؟
العاملون عليها: الذين يخرجون لجباية الزكاة بتكليف ولي الأمر، الذين يجبون
الزكاة بتكليف من وليِّ الأمر، وليس العاملين الذين يجمعونها من غير تكليف من ولي
الأمر؛ لأننا سمعنا أن هناك من يذهبون إلى التجار، ويجمعون لجمعيات - جمعيات خيرية
- ويأخذون من المال الذي جمعوه، ويقولون: نحن من العاملين عليها، العاملون عليها
الذين يكلفهم ولي الأمر، ولا يكلفهم غير ولي الأمر.
«قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إلَيْهِ، أَمَرَ لِي بِعمَالَةٍ»، يعني: أجرة.
([1]) أخرجه: أحمد (1/ 438)، والبخاري (7163)، ومسلم (1045).