الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
×

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم مستمعي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير هذه حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي لقاء مع عالم لقائنا في هذه الحلقة مع واحد من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أيضاً ضيفنا عضو في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بل هو أستاذ في أحد المعاهد التابعي للجامعة يدرس في المعهد العالي للقضاء له أنشطة عبر وسائل الإعلام له أنشطة أيضاً صحفية ولعلكم أيضاً تابعتم الكثير منها لا أطيل في المقدمة سأدع الكلام لضيفنا كي ما يتفضل بالحديث عن نفسه فليعرف بنفسه فلنرحب بضيف البرنامج. بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد محدثكم هو صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان أهلا وسهلا حياكم الله وبارك فيكم المولد لو تكرمتم ؟ المولد في القصيم في بلدة الشماسية جنوب القصيم في عام 1354هـ . التحصيل العلمي ؟ التحصيل العلمي دراسة نظامية ابتداء من المدرسة الابتدائية إلى أن تخرجنا من الجامعة والحمدلله ويضاف إلى ذلك المشاركة في حلقات بعض العلماء كحلقة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله في بريدة والشيخ إبراهيم بن عبد المحسن بن عبيد أيضا في بريدة وحضرت أيضا كثيراً من حلقات التدريس في المساجد بعضها شاركت فيه وبعضها كنت مستمعاً مع الحاضرين واستفدت منها والحمد لله خيراً كثيراً إضافة إلى المقررات التي درستها في المراحل الدراسية وفيها الخير الكثير والحمدلله . الحمد لله شاركتم في الحلقات العلمية في المساجد بمعنى أنكم درستم أيضاً في الحلقات ؟ بعد التخرج من الجامعة نعم لنا مشاركة والحمدلله ولدينا طلبة في المسجد الجامع الذي أنا إمام وخطيبٌ فيه ولا تزال في ليالي الأسبوع حلقات دراسية فيه مختلف العلوم العربية والفرائض والفقه والسيرة والعقيدة . بارك الله فيكم هل هناك تحصيل علمي آخر بعد الكلية؟ التحصيل والحمدلله متواصل ، فطالب العلم لا يقف عند حد أو ينتهي إلى نهاية لأن الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) ، ويقول جل وعلا : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) ، فالإنسان مهما بلغ من العلم فإنه علمه لا يزال يحتاج إلى مزيد ويعلم شي ويجهل أشياء كثيرة ، والحمدلله من خلال مطالعاتي ومن خلال مذاكراتي مع طلبة مع الإخوان ومن خلال تدريسي في الجامعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنين طويلة ولا أزال والحمدلله ، من خلال ذلك كله فإنه يتم التحصيل ، لازلت فأنا بحاجة إلى زيادة مهما كان. الجميع لم يشبع من العلم لعل السؤال يتضح في النقاط التالية أولاً هل هناك شهادة غير شهادة الكلية؟ هي شهادات الجامعة مراحل الدراسة كلها . وهي؟ شهادة الكلية كلية الشريعة التي تسمى البكالوريوس وشهادة الماجستير أيضا من كلية الشريعة وشهادة الدكتوراه أيضاً من نفس الكلية كلية الشريعة هذه هي الشهادات التي عندي. الأطروحة للماجستير عمَّ كانت. الأطروحة للماجستير كانت في كتاب المواريث في فن المواريث وقد كتبت فيها رسالة نُوقشت والحمد لله ونالت درجة الامتياز وقمت بطبعها أو بالأصح تفضلت بطباعتها كلية الشريعة نفس الكلية التي تخرجت منها قامت بطباعة هذه الرسالة وجعلتها كمرجع في أيدي الطلبة في هذه الكلية ولا تزال . أطروحة الدكتوراه؟ أما أطروحة الدكتوراه فهي في موضوع الأطعمة ما يحل منها وما يحرم بالأدلة ، وقد نُوقشت أيضاً من قبل سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله عضواً ، من قبل معالي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي عضوا ، وفضيلة شيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي حفظه الله مشرفاً عليها ونالت والحمدلله درجة الشرف . فضيلة الدكتور صالح هناك الكثير من الطلبة يحاول أن يربط رسالة الماجستير بالدكتوراه هل ترون أن لهذا مبرر ؟ كيف يربطها ؟ يجعل الموضوع واحداً أو متصلاً أو أوسع يجعل رسالة الدكتوراه أوسع من رسالة الماجستير إنما في نفس الباب ؟ هو يشترط أن تكون رسالة الدكتوراه في نفس التخصص الذي كُتبت فيه رسالة الماجستير بنفس التخصص بمعنى الفقه أو التوحيد أو النحو أو الأصول لابد أن يكون الفن متحداً بين الرسالتين هذا شرط أساسي ، وأن نفس الموضوع فلا يجوز تكراره إلا إذا تغير نص البحث بأن كان البحث الدكتوراه مختلفاً عن بحث الماجستير وإن كان الموضوع واحداً كما لو حقق مثلاً أول مخطوطة في الماجستير وحقق مثيلتها في الدكتوراه فهذا يسمح به فيما أعلم لأنه وإن كان الكتاب واحداً إلا أن مواضيعه مختلفة ، وكذلك إذا كان الموضوع الذي أخذ الطالب فيه الماجستير كان موضوع متشعباً أخذ الماجستير منه في شعبة وكمَّل رسالة الدكتوراه في شعبة أخرى من نفس البحث فلا بأس بذلك أما أن يتكرر الموضوع هو نفسه فهذا لا يسمح به . بارك الله فيكم بعد أن عرفنا هذه القواعد من فضيلة ضيفنا الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أسأل لو تكرمتم عن الأعمال التي قمتم بها من بعد التخرج من الكلية والتي لا زلتم تمارسونها حتى الآن؟ الأعمال هي التدريس في كل مراحل العمل كنت مدرساً في الابتدائي ثم التحقت بالمعاهد العلمية وبعد التخرج من الجامعة درست في المعهد العلمي بالرياض لمدة سنتين ثم نقلت للتدريس في كلية الشريعة مدة طويلة لا أحفظ عدد السنين الآن إلا أنها طويلة بعدها نقلت للتدريس في كلية أصول الدين فترة وجيزة ثم نقلت مديراً للمعهد العالي للقضاء ولما تمت الفترة النظامية عدت إلى التدريس في نفس المعهد العالي للقضاء ولا أزال في هذا الحقل . ماشاء الله أنشطة فرعية أخرى؟ الأنشطة الفرعية الأخرى مشاركة في عضوية هيئة كبار العلماء كما نوهتم ، مشاركة في عضوية المجمع الفقهي في مكة المكرمة ، مشاركتي في مؤتمرات مختلفة في الداخل والخارج ، التدريس في المسجد كما أشرنا سابقاً ، إلقاء محاضرات في مختلف الجهات في المدارس وفي المساجد وفي الأمكنة المناسبة ، أيضا العضوية في لجنة الإشراف على الدعاة في التوعية الإسلامية في موسم الحج . ذكرتم ضيفنا العزيز أن بعض أنشطتكم ينحصر في الإمامة والخطابة في أحد مساجد الرياض لعل هناك انطباع لدى فضيلتكم بالنسبة للإمامة وبالنسبة للخطابة كيف ترون أن يكون الإمام ، كيف ترون أن يكون الخطيب؟ ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد الأدنى ، وإلا فإنه ينبغي أن يكون فقهه أوسع من ذلك ، ولا بد أن يكون متحلياً بتقوى الله عز وجل ، قدوة حسنة لأنه في محل للقدوة فالناس ينظرون إليه نظرة اقتداء وهو مؤتمن على ثغرة عظيمة من ثغور الإسلام ليكن آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ناصحاً للمسلمين ، أن يكون محافظاً على أداء عمله لا يتخلف عنه إلا لعذر شرعي ، هذه من أهم الأمور في الإمامة ، أن ينشر الوعي في مسجده ومن حوله عن طريق الخطب وعن طريق الدروس وعن طريق المواعظ ، أن يكون ناشراً للفقه وناشراً للدعوة إلى الله عز وجل في نصوصه على الأقل وإلا فالمطلوب منه أن يتسع نشاطه إلى أكثر من ذلك . بعض المأمومين يتجه إلى الإمام في الاستفتاء ، رأيكم فيما يكون عليه الإمام والحالة هذه؟ على حسب إمكانية الإمام العلمية ، إذا كان الإمام عنده إمكانية علمية والغالب والحمدلله الخطباء في الجوامع الخطباء في الجوامع التي في المدن أنهم يكونون من المتخرجين من كلية الشريعة أو كلية أصول الدين فالغالب أن عندهم الاستطاعة ، وعلى كل حال حتى وإن كان عالماً فإنه لا يجوز له أن يفتي إلا في حدود علمه ، فإذا سُؤِل عن سؤال وعنده علم صحيح من الإجابة فإنه يجيب أما إذا لم يكن عنده إلمامٌ بالإجابة ولم يكن عنده استعداد فإنه يحرم عليه أن يُفتي بغير علم لأن الفتوى أمرها خطير جداً . كأني بالدكتور صالح يقول يجب على الإمام أن يكون مستعداً لاستقبال فتاوى المأمومين ؟ إذا كان عنده استطاعة ، إذا كان عنده استطاعة ، أما إذا لم يكن عنده الاستطاعة فإنه لا يجوز له أن يستقبلها بل عليه أن يتوقف عنها ويحيلها إلى من هو أعلم منه لأنه لا يشترط في الإمام مثلاُ أن يكون مفتياً أو أن يكون فيه صلاحية الإفتاء ، كفى أن يكون إماماً و قائماً بالإمامة ، فإن أضاف إلى ذلك أن يكون عنده شيء من الفقه والعلم فهذا شيءٌ طيب . بارك الله فيكم ضيفنا له أنشطة إعلامية هل تتفضلون بالتنويه عنها ؟ أنا ما أحب أن أنوه عن أعمالي ، والله سبحانه وتعالى هو المطلع عليها ، ولكن لما سألتم نذكر شيئاً منها ، كما تعلمون أنا عضو في برنامج نور على الدرب هذا البرنامج المفيد والحمدلله كذلك أُلقي أو أتولى بعض البرامج العلمية مثل برنامج الفقه الإسلامي قد سجلت فيه والحمدلله من أول الفقه إلى آخره حسب ما هو عند الحنابلة على أبواب الفقه ، وهذه الحلقات التي سجلتها لعلمكم أنني احتفظت بنصوصها ثم قمت والحمدلله بتعميدها وتوثيقها وطبعت الآن في كتاب والكتاب يوزع عن طريق الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، والآن أنا عندي برنامج بدأت فيه وأسأل الله أن يعين على إتمامه وهو برنامج أضواء على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ويتخلل ذلك بعض الحلقات حسب الطلب والضرورة إذا طُلب مني المشاركة وعندي استعداد فأنا أشارك . بارك الله فيكم ، نقف قليلاً عند الأضواء على فتاوى ابن تيمية وأنتم تتصفحون هذه الفتاوى ماذا بدر لكم وأنتم تكتبونها ؟ هذه الفتاوى بحر زاخر في العلم والتحقيق والدقة والأمانة العلمية ، سعة الأفق عند هذا الإمام الجليل رحمه الله فمن يقرأ في كتبه ومؤلفاته خصوصاً هذه الفتاوى يطَّلع منها على العلم العجيب فهذا والله أعلم نتيجة التقوى والورع والنُصح على إرشاد المسلمين ، والحرص على المحافظة على دين الله عز وجل ، والدفاع عن الشريعة ، هذه الفتاوى بحرٌ غزير في العلم والتحقيق في مختلف أبواب العلم في باب العقيدة ، في باب الفقه ، في مختلف العلوم الضرورية في علوم الشريعة ، ودوري في هذا البرنامج أنني أقتطف منها ، أقتطف منها ما تيسر وألقيه من خلال هذا البرنامج لعل الله أن ينفع بها ولست أدعي أنني أحيط بكل ما هذه الفتاوى ولكنني أقتطف منها ما تيسر ويخف على السامعين فيستفيدون منه وإلا فالبحوث غزيرة تحتاج إلى متخصصين ، متخصصين من الذين يطالعونها ومن المستمعين من الذين يلقون منها أو ينقلون منها إلى أسماع الناس تحتاج إلى متخصصين ولكن نحن نأخذ ما يقرب فهمه منها . ضيفنا أيضاً له أنشطة إعلامية لم يذكرها لماذا ؟ الأنشطة مثل الإعلامية المهمة أنا ذكرتها . ماذا عن الأنشطة الصحفية ؟ الصحفية أنا لست صحفياً ولكن إذا اقتضت الضرورة أحياناً التنبيه على موضوع من المواضيع أوفي مناسبة من المناسبات كتبت فيه ما تيسر لي ، أو بحث فيه شيء من الأخطاء التي تحتاج إلى تنبيه فإنني أرى أنه لا يسعني أن أتركها تمر بدون تعليق عليها . جزاكم الله خيرا ، قرأ الناس لضيفنا كثيراً من الخطب التي قام بإلقائها في الجامع الذي يؤم الناس فيه هل من كلمة حول هذا الموضوع والتنويه بشأن هذه الخطب ؟ الحمدلله الخطب ما جاءت من جديد ولكنها محاولة أرجو الله عز وجل أن ينفع بها ، كنت أكتب الخطبة وأحضّرها وأعدها قبل إلقاءها ولما تجمعت لدي مجموعة كبيرة من هذه الخطب من خلال السنوات التي مضت رأيت أنه من الأحسن أن تُطبع لتبقى ويبقى النفع بها إن شاء الله وأن تساعد الخطباء خصوصاً الخطباء المبتدئين ، فطبعتُ منها والحمدلله ثلاثة مجلدات إلى الآن في الأسواق ووصلت أيدي الناس الذي يريدونها ، والمجلد الرابع والحمدلله تحت الطبع الآن على وشك النهاية نرجو الله عز وجل أن ينفع بها ، وهذا من باب المشاركة وإسهام بسيط في هذا الموضوع . دكتور صالح إذا قلت أن تلكم الخطب كانت مرجعاً للعلماء أيضاً ، ماذا تقولون ؟ أنا لا أقول ذلك ، أنا أقول إنها مرجع للمبتدئين أو لمن ليس عندهم الوقت الكافي لإعداد الخطبة . في مجال التأليف ؟ أنا لست من هواة التأليف ، ولكن هناك أشياء أكتبها للضرورة فقط أو أكتبها لأشياء ، فإذا تجمَّعت لدي رأيت أن إهمالها مضيعة فأقوم بتهذيبها وطبعها ، وإن شئت أن تسميها مؤلفات ولو كنت أنا لا أرى أنها مؤلفات وإنما هي بالأصح ميسرات أو أوراق . بارك الله فيكم مثل ماذا لو تكرمتم ؟ أنا كما ذكرت ، أنا لا أكتب ابتداء وإنما أكتب لسبب أو إجابة ، منها قسم في المقررات الدراسية نُكلف بكتابتها فأكتب ، قد كتبت والحمد لله مقررات العقيدة وفي مقررات الفقه ما هو معلوم الآن وبأيدي الطلبة في المعاهد العلمية وفي الثانويات وفي الكليات في المعاهد العلمية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وفي الثانويات والمتوسطات في وزارة المعارف هذا من ناحية الكتابة المنهجية ، أما الكتابات الأخرى كما ذكرنا الخطب المنبرية وهي تتكون من أربعة مجلدات والمجلد الرابع الآن على وشك الظهور إن شاء الله ، كتاب في العقيدة تكون من برنامج في العقيدة كنت أُلقيه في الإذاعة بعنوان قبس من العقيدة الإسلامية ظهر الآن الكتاب باسم الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ، وكذلك المقالات والردود التي كنت كتبتها في الصحف والمجلات كما مرت الإشارة إلى ذلك قريباً وقمت بجمعها وتهذيبها وتبويبها والآن هي تحت الطبع فيمكن أن تظهر إن شاء الله في مجلد قريب . أسميتموها ماذا لو سمحتم ؟ البيان بأخطاء بعض الكتاب ، البيان لأخطاء بعض الكتاب . بارك الله فيكم الواقع الأسئلة كثيرة هي الأسئلة التي تتسابق إلى طرح الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ، كيف لا والأنشطة متعددة واليوم مزدحم ، لعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو كيف تقضون يومكم مع هذا الازدحام العملي ؟ يكون اليوم في حسب الأعمال المرتبة فيه . متى يبدأ ؟ يبدأ من الصباح ، يبدأ من بعد صلاة الفجر إذا لم يكن عندي في هذا اليوم محاضرات في الجامعة يكون العمل في البيت نوع مطالعة أو مراجعة كتب ، أو كتابة البحوث التي طُلِب مني الكتابة فيها من خلال مشاركاتي في المجالات التي ذكرتها يستدعي هذا أن أُعد بعض البحوث أو أن أقرأ بعض البحوث لمراجعتها أو غير ذلك ، فالعملية تقسم إلى قسمين إما عمل وظيفي يتمثل بالمحاضرات التي ألقيها في المعهد العالي للقضاء وإما عمل في تحقيق بعض الأمور المطلوب تحضيرها أو النظر في مواضيع التي قد أعدت من غيري أنظر فيها لأبدي حولها فكرة أو أبدي ما عليها من تعديل . ثم يستمر العمل إلى متى من الليل ؟ بدون تحديده يستمر العمل حسب النشاط وحسب الضرورة إذا كان العمل يستدعي السرعة فأنا أواصل ما أمكن حتى أنهي ذلك العمل بدون تقيد بوقت محدد وإذا كان هناك أعمال أخرى يقتضي الأمر إنجازها فإنني أنصرف إلى الأعمال الأخرى هذا حسب الظروف وحسب المتطلبات . لكن غالباً يمتد العمل إلى متى من الليل؟ فترة من الصباح وفترة من المساء وأنا لست ممن يسهر الليل والحمدلله إلى حدود الساعة العاشرة . لعل لليل معنىً من المعاني ماذا نجد عند فضيلة ضيفنا من هذه المعاني ؟ الليل لا شك أنه موسم العديد من يريد استغلاله في الخير فينبغي أن يأخذ الإنسان قسطه من الراحة فيه وأن ينام مبكراً وأن يستيقظ في آخر الليل مبكراً مهما أمكن ليقدم لنفسه من الصلاة والتهجد والوتر والاستعداد لصلاة الفجر والانشغال بذكر الله عز وجل في وقت السحر فهذا ليل مسلم ، ليل المسلم ينبغي أن يكون أوله نوم وراحة وآخره عمل وذكر لله عز وجل وأداء للواجبات حتى يستقبل المسلم نهاره بالنشاط .     بارك الله فيكم دكتور صالح بن فوزان الفوزان الأستاذ في المعهد العالي للقضاء ، انتهى الوقت المخصص لهذه الحلقة آمل أن تتفضلوا بإجابة دعوة البرنامج علماً بأننا سنكمل هذا اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى .     الجزء الثاني : معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، كونكم عضواً في هيئة كبار العلماء ماذا يعني هذا بالنسبة لكم ؟ بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ، فإن المسلم عضوٌ في مجتمعه مهما كان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" ، وشبَّك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ، فكل مسلم فهو عضوٌ في مجتمع المسلمين والعضوية في هيئة كبار العلماء هي جزء من هذه العضوية العامة ، فالعضوية في هيئة كبار العلماء تعني أن المرشح لذلك يشارك مع إخوانه في دوراته التي تنعقد دورات لجنة هيئة كبار العلماء التي تنعقد حسب الحاجة ، يشارك بآرائه و مجهوداته وإبداء رأيه في حل المشكلات التي تُعرض على هذا المجلس من خلال برنامج معدٍّ لكل دورة يشارك بإبداء النظر فيها ودراسة ما يحتاج إلى دراسته من بعض القضايا وإعداد البحوث إذا تطلب الأمر إعدادها في بعض المواضيع هذه مهمة العضو في هيئة كبار العلماء. متى بدأت هذه العضوية ؟ بدأت هذه العضوية منذ سنتين . ماذا أعددتم حتى الآن ؟ حضرنا الحمدلله بعد مشاركتنا في هذا المجلس المبارك حضرتُ كثيراً من دوراته خلال السنتين الماضيتين وقد تم والحمدلله من خلال هذه الجلسات أو الدورات التي انعقدت إصدار كثير من القرارات في مواضيع مهمة طرحت للبحث والمداولة وتوصل أعضاء المجلس إلى آراء صائبة إن شاء الله صدرت منها قرارات محررة ومطبوعة ، حيث تطبع إن شاء الله من خلال المجلة المتخصصة المسماة مجلة البحوث العلمية التي تصدر عن أمانة هيئة كبار العلماء . هذه تصدرها الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في المملكة ؟ نعم تصدرها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التي هي تابعة للرئاسة . هل نذكر بعضاً منها بعض من تلكم القرارات أو أهمها إذا أمكن ؟ قرارات كثيرة ومتنوعة لا يحضرني الآن شيءٌ منها ، لكنها كثيرة ومهمة منها أشياء مثلاً حول زراعة الأعضاء وحكمها في الشريعة ، حول إسقاط الجنين إذا خُشي على أمه من الهلاك ، قرارات حول بعض المعاملات المالية ، وقرارات حول ما يسمى بالجوائز والمسابقات التجارية أو غيرها كلها من هذا النوع من الأشياء اللي تهم المسلمين . إذا أصدرت هيئة كبار العلماء قراراً مثل هذه القرارات هل تدعو الأمة إلى تطبيق ما جاء في تلكم القرارات من الحِل أو التحريم ؟ لا شك أن القرار يصاغ على أسلوبٍ فيه حث للأمة على التزام ما جاء فيه بأن يقال مثلاً عُرض على هيئة كبار العلماء ماهو كذا وكذا وبعد دراسته وتبادل الرأي فيه رأى المجلس أن الحكم الشرعي بخصوصه هو كذا وكذا وأنه لا يجوز للمسلم أن يعمل كذا وكذا أو أن هذا الأمر حلال مباح للمسلم أو ما أشبه ذلك . ماذا إذا أصدر المجمع الفقهي مثلاً في المملكة العربية السعودية فتوى عن موضوع معين ثم صدر فتوى في مجمع فقهي آخر في بلد إسلامي كأنه يعارض ذلكم القرار كيف يكون الوفاق بين هذين القرارين أو بين هذين الإجتهادين ؟ مافي شك أن الاختلاف بين المجتهدين وبين الفقهاء سواء كان هذا على مستوى أفراد أو على مستوى مجامع فقهية أن الخلاف والاختلاف في هذا موجود فهو سائر أيضاً ، لأنه مطلوب من المسلمين ومن علماء المسلمين أن يجتهدوا وأن يتحروا الصواب والدليل وليس كل واحدٍ ملزماً بإجتهاد الآخر مالم يكن الاجتهاد الذي سبق قد تبين دليله واتضح صوابه ، أما إذا اتضح صوابه واستقام دليله فإنه لا يجوز لأحد أن يخالفه ، أما مدام الأمر أمر محتِمل في مجال الاجتهاد فإن الاجتهاد مفتوح لعلماء المسلمين سواءً على مستوى أفراد أو مثلا مجامع أو هيئات أو هيئات ، فالمجال موجود ، والغالب أنه لا يوجد خلاف والحمدلله ، الغالب أن النظرات تتطابق لأن الهدف واحد وهو الوصول إلى الحق وخصوصاً في الأمور المهمة ، الأمور المهمة والأمور الأصيلة فإن الغالب أن نظرات العلماء المعتبرين ومن المعلوم أنه لا يتخصص في هذه المجامع ولا يرشح لها إلا من كانت عنده نية وكان على مستوى من الدين والعلم ولذلك يقل الخلاف والحمدلله في الأمور المهمة ، أما الأمور الجزئية قد تختلف فيها الأنظار وهذا الاختلاف غير ضار والحمدلله لأنه يُرجع في هذه الاختلافات إلى الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة أُخِذ به وما خالف الكتاب والسنة لم يؤخذ به وإن كان صاحبه مجتهداً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد" . ماذا نقول للناس الذين يودون أن تكون الفتاوى تجاه قضايا معينة متحدة ؟ نقول لهم هذا لا يمكن أن تتحد الفتاوى في كل شيء ، وأن يكون كل شيء مجمعٌ عليه هذا غير ممكن ، الخلاف وُجِدَ بين الصحابة في المسائل الفرعية والمسائل الاجتهادية ولم يَعِب بعضهم على بعض ، إنما هناك أمورٌ لا يجوز الخلاف فيها كأمور العقيدة وأمور أصول الدين هذه أمور والحمدلله لم يقع فيها خلاف ، إنما الخلاف في الأمور الفقهية التي هي محل للاجتهاد والنظر . إذا قال أحدهم مثلاُ بأي القولين أعمل ماذا نقول له ؟ نقول له إن كنت عالماً فعليك أن ترجح ما قام عليه الدليل ، أما إذا كنت عامياً أو مبتدأً فعليك أن تسأل أهل العلم وأن لا تأخذ بهذه الأحكام وإنما ترجع إلى أهل العلم . إذن أولئك الذين يدَّعون الحيرة ماذا نقول لهم ؟ نقول لهم هذا الكلام لو كان عندهم أهلية والعلم والخبرة بالترجيح فإنه ينظر في هذه القرارات أو في هذه الفتاوى ويأخذ منها ما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة ، وإذا كان عامياً أو مبتدأً من طلبة العلم الذين لا يحسنون النظر والترجيح فإنه لا يأخذ بشيءٍ منها حتى يسأل أهل العلم ، يسأل أهل العلم . إذن لا مكان للحيرة والحذر؟ لا مكان للحيرة ، والله جل وعلا يقول : (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، فمفهوم الآية أن العالم أنه يجتهد حسب علمه وأن الذي لا يعلم يسأل أهل العلم وبهذا تزول الحيرة ولله الحمد . دكتور صالح هذه القرارات التي تُصدرها هيئة كبار العلماء الجميع يتمنى أن يطلع عليها ماهو رأيكم فيما إذا كانت هذه القرارات في متناول أيدي الناس بمعنى أن تنشر بالصحف تكون قريبة من الناس؟ هي كما أشرنا تصدر في مجلة متخصصة تسمى مجلة البحوث العلمية وهي في متناول الأيدي حسب علمي توزع على الجهات العلمية والأوقاف العلمية وتطرح أيضاً في الأسواق ، تطرح في المكتبات حسب علمي وأما كونها تنشر في الصحف فهذا لا أرى أنه يكون مناسباً . لماذا ؟ لأن هذا فيه ابتذال لهذه القرارات وابتذال لهذه التوصيات التي صدرت عن هذه المجامع وإنما تكون في مجلة متخصصة ، تكون في مجلة متخصصة ومحتفظ بها لدى أمانات هذه المجالس ومن أراد أن يطلع عليها واحتاج إلى شيء منها فعليه أن يرجع إلى أمانات هذه المجالس ويطلب منها . إذن كونها تنشر وتبقى في متناول أيدي الجميع ترون أن هذا يجعلها رخيصة مثلاً ؟ رخيصة من ناحية عدم الإهتمام بها وهذا غير مناسب أيضاً لأنها قد يستهان بها ، أو تطرح في أماكن أو لا يهتم بها ، لأنها تعتبر من جملة زوايا الصحف وتقرأ في يومها ثم تطرح ولا يلتفت إليها ، فهذه البحوث العلمية وهذه الأجوبة الفقهية والمحررة والمتضمنة للنصوص يجب أن يعتنى بها ، وأن توضع في كتب ومجاميع أو في مجلات متخصصة ويحتفظ بها . أنا رأيت كثيراً ممن يطلعون على الصحف ويرون فيها مواضيع مناسبة يأخذون تلك القصاصات ويحتفظون بها في بيوتهم ألا ترون أن الذي يقدر قيمة الفتاوى أو قيمة القرار العلمي أن يقتصه من الجريدة ويحتفظ به ؟ هذا طيب نعم هذا واجب كل مسلم إذا رأى مقالاً دينيا أو رأى آية من كتاب الله أو حديثاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في جريدة معرضة للطرح والإمتهان أن ينزع هذا المقال أو هذه الآية أو هذا الحديث أن ينزعه منها إكراماً له و صيانة له عن الابتذال هذا من ناحية ، الناحية الثانية ليستفيد منه هو مستقبلاً فلو أن الإنسان اهتم بهذه الأمور وجمعها لتحصلت عنده حصيلة علمية من خلال ما يمر عليه من هذه الجرائد وهذه المجلات لو جمعها لتحصل لديه حصيلة علمية يستفيد منها في المستقبل ويستفيد منها غيره . حياكم الله فضيلة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان كما أنكم عضوٌ في هيئة كبار العلماء أيضاً أنتم عضواً في قائمة المفتين في برنامج نور على الدرب الذين يستقبلون مختلف الرسائل من مختلف المستمعين الكرام ومن كافة أقطار العالم وأستطيع أن أقول هذا ، هل هناك من قضية عُرِضت عليكم سواء كنتم في الهيئة أو كنتم في برنامج نور على الدرب ولم تجدوا لها حلا في فقهنا الإسلامي . أمَّا أن تعرض مسألة أو مشكلة ولا يوجد لها حل في الفقه مطلقاً فهذا غير وارد فإن الحلول والحمدلله موجودة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الفقه المستنبط من هذين الأصلين العظيمين ، وأيضاً الكتاب والسنة كفيلان بحل المشاكل إلى أن تقوم الساعة وحتى ما لا يوجد في كلام أهل العلم أو في استنباط أهل العلم السابقين فإن الكتاب والسنة كفيلان ومحتفظان أيضاً بحل هذا المشكل عند النظر الصادق وعند الرجوع إلى الكتاب والسنة من ذوي الاختصاص فإن الحل موجود والحمدلله ، ولكن نعم قد يكون في الوقت الحاضر ليس عند الشخص أو ليس عند هذه الجماعة أو هذا المجمع في الوقت الحاضر النظر الكافي أو لم يتبين لهم وجه الصواب في ذلك فيؤجلونه ويدرسونه وقد يُعدَّ له بحث أو بحثان أو أكثر من ذلك حتى يكون أعضاء المجلس على إطلاع تام بملابسات القضية ومن ثَمَّ إطلاق الأحكام الشرعية ، نعم قد لا يتضح النظر في هذه الجلسة أو في هذه الدورة لأن الأدوات غير متكاملة فيؤجل إلى جلسة قادمة حتى يستوفى به المطلوب . بارك الله فيكم ، إذن أستطيع أن أقول من خلال ما تفضلتم به أن المسلم يجب أن يكون على ثقة تامة بأن دينه مستوعب لجميع ظروف الحياة . الحمدلله هذا شي تكفل الله تعالى به في كتابه الكريم وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) ، ويقول سبحانه وتعالى : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ، والله جل وعلا أخبر عن كمال هذا الدين قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، فهذا الدين كامل بمعنى أنه لم يترك شيئاً من حاجة المسلمين إلى أن تقوم الساعة إلا وفيه حِله وبيان أسس الصواب فيه . بارك الله فيكم دكتور صالح بن فوزان الفوزان الأستاذ في المعهد العالي للقضاء أيضاً لكم اتصالٌ بالناس عبر الجامعة عبر ما درستم في الكلية عبر ما درستم في المعهد العالي للقضاء ، لا بد أنكم خرجتم من خلال هذا بانطباع معين لدى الطلبة ، أي شي يهتمون به أكثر ويبحثون عن حلول له في فقهنا الإسلامي ؟ والله من خلال تدريسي للطلبة في السنين التي مضت ألمس خيراً كثيراً والحمدلله من خلال الأفواج الطلابية التي مرَّت ، فيهم الخير الكثير، لا أقول أنه الكل ، أن الكل بالكل على حدٍ سواء ، لكن أقول فيهم والحمدلله الخير الكثير، والخير والحمدلله يزداد والحرص على التحصيل لديهم كثير وكثير والحمدلله ، وعلى مجال العمل الآن الذين تولوا الأعمال القضائية والتدريسية وغيرها من الأعمال أثبتوا جدارةً فائقة ولله الحمد في مجالات أعمالهم مما يدل على أنهم قد تأهلوا إلى هذه الدراسات واستفادوا منها ، وألمس الكثير من الرغبة في دراسة الفقه على وجه الخصوص والتمعن فيه ، وهذا طبعاً بعد إتقان أمور العقيدة ومسائل العقيدة لأنها هي الأصل ، لأن العقيدة هي الأصل فيهتمون بالدرجة الأولى في أمور العقيدة ، ثم يهتمون في الأحكام العملية التي هي مجال الفقه ويهتمون أيضاً بمختلف دروسهم عموماً لأنها كلها فنونٌ هم بحاجةٍ إليها إمَّا درس التفسير مثلاًً أو درس الحديث أو درس النحو أو درس علم البلاغة والعلوم العربية كل هذا مما يساعد بعضهم بعضاً وينمِّي المدارك لدى طالب العلم حتى يكون عنده أدوات لكل فن يحتاج إليه . إذا التركيز كان لدى الطلبة على ، أو الرغبة الأكبر كانت في الفقه الإسلامي ؟ في الفقه الإسلامي ونعني بالفقه الإسلامي ليس المراد بالفقه الإسلامي فقط الأحكام الفرعية ، الفقه الإسلامي يعني العقيدة ، يعني التفسير، معرفة كتاب الله عز وجل لأنه الفقه معناه لغة الفهم ، فالفقه الإسلامي يعني معرفة معاني كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأقوال أهل العلم واستنباطاتهم هذا هو الفقه الإسلامي بوجه عام . بالنسبة للمناهج الذي قمتم بتدريسها فضيلة الدكتور صالح ماهي وجهة أنظار الطلبة حول هذه المناهج ؟ هذا كما أشرت أنا درَّست والحمدلله وبسبب طول مدة التدريس التي التي زاولتها ، درَّست غالب المواد المقررة فقهاً وتفسيراً وحديثاً وحتى علم النحو درسته فالحمدلله من خلال تدريسي ألمس من الطلاب الرغبة الشديدة في التزود من العلم ، وألمس منهم أيضاً راحة البال والاطمئنان إلى دينهم وإلى شريعة ربهم يظهر هذا من خلال تعاملهم معي ومع غيري من إخواني المدرسين كلهم يذكر هذا والحمدلله . إذن ليس لدى الطلبة إشكال حول المنهاج لم يمر طالب أو طلبة يقولون نريد أن تكون المناهج بأسلوب عصري حديث وما إلى ذلك من هذه العبارات ؟ ما سمعنا شيئاً من هذا ، وإن وجد شيءٌ من هذا فهو في النوادر الذين لا حكم لهم ، النادر يقولون لا حكم لهم ، لكن الغالبية وجملة الطلاب مرتاحون لهذه المناهج ، وهذه المناهج والحمد لله أثبتت جدارتها منذ أن وضعها علماءنا رحمهم الله من أول تأسيس هذه المؤسسة المباركة جامعة الإمام محمد بن سعود إلى وقتنا الحاضر وإلى المستقبل إن شاء الله والناس مرتاحون والذين ارتادوا هذه الجامعة يحضرون مرتاحين جداً لما وجدوه فيها من الخير من خلال هذه المناهج فلو كانت هذه المناهج أو كان شيءٌ منها غير مجدٍ وغير مفيد لما استمرت طوال هذه السنوات ولما كانت حصيلة الطلبة وجودتهم بهذه النوعية . ضيفنا العزيز الوقت يسابقنا والأسئلة لا زالت تتوارد على الخاطر ولا سيما وأنكم مارستم الحياة الإسلامية بما تعنيه الكلمة من معنى ، عشتم فكر الأمة قمتم بالإجابة على كثيرٍ من قضايا الناس ، لابد وأن هذا ترك في نفسكم انطباعاً من خلال ممارستكم أيضاً للفتوى في برنامج نور على الدرب وفي هيئة كبار العلماء ، ماذا عن المذهب والمذهبية وماذا يقول الناس عن هذا ؟ المذهب والمذهبية إن كان المراد التعصب لقولٍ شخص معين ، أو التزام مذهب شخص معين فهذا لا يجوز، أما إذا كان القصد من ذلك أن نستفيد من أقوال أئمتنا وعلمائنا ونطلع على فقههم و مجهوداتهم ونتأسى بهم بعملهم ودعوتهم فهذا شيءٌ طيب ، مذهبنا مذهب أهل السنة والجماعة مذهبنا مذهب الأئمة الأربعة الذين هم من خيار أئمة أهل السنة والجماعة نحن لنا مذهب والحمدلله ، على مذهب السلف الصالح في الأصول والفروع ، والذي ليس له مذهب هذا ليس له دين تقريباً لابد للمسلم أن يكون له مذهبٌ وهو المذهب والمنهج الصحيح السائر على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أما القول بأنه لا مذهبية على إطلاقه فهذا قول لا يجوز، لا مذهبية بمعنى التعصب وأخذ قول رجلٍ معين ولو أخطأ ورفض أقوال الآخرين هذا نعم لا مذهبية ، وهذا نفس القائل هذا لا شيء نفسه هو لا شيء ، لكن لا مذهبية بمعنى أن نترك منهج السلف ونترك ما كان عليه جمهور هذه الأمة أو إجماع هذه الأمة فهذه دعوة باطلة . إذن كوننا نقول إن هناك مذهب لابد أن نسير عليه هذا قولٌ صحيح ، لكن أن نتعصب لمذهب معين من المذاهب هذا غير صحيح . خطؤه وصوابه ، لا هذا غير صحيح . بارك الله فيكم شيخ صالح انتهى الوقت المخصص للبرنامج ، أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بالمشاركة في حلقات هذا البرنامج وآمل أن تتاح لنا فرص أخرى كيما يكون لقاء ولقاء وأنتم على خير إن شاء الله .