الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
×

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن سار على دربهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد: فلقد كانت موافقة معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان – حفظه الله- على تجميع فتاواه ورسائله ومحاضراته وكتبه في سفر واحد يضم أجزاء مختلفة، تلبية لرغبات كثيرة، ومحققة لفائدة علمية- نفع الله بها، وجعلها سبحانه في موازين حسناته من العلم النافع-. وقد قام بجمعها وترتيبها وأشرف عى تجهيزها واعتنى بها معالي الشيخ الدكتور عبد السلام بن عبد الله السليمان – حفظه الله- بعد أن  أسند إليه معالي الشيخ من الإشراف على تجميع وطبع ما تبعثر من إنتاجه الغزير، فقد كان -حفظه الله-، وأمد في عمره على خير عمل، باسطاً نفسه، وناشراً علمه لطلبة العلم وللسائلين، حريصاً على المساهمة في كل ميدان مجاهداً في العلم والتعلم والدعوة والتعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح بين الناس، وبذل النصح للخاص والعام، مقرباً محبباً للولاة والرعية، بذل ماله ووقته وجاهه وجهده لله عز وجل، كان محباً للضعفاء والمساكين في سائر بقاع الأرض، ساعياً جهده لنفعهم ورفع الضرر عنهم، ضرب في كل ميدان من ميادين الخير بسهم، عظم السنة في قلبه فعظم الله شأنه في قلوب خلقه، مهيباً معظما على لطفه ولينه وسماحته، فسبحان من جمع له الخير من أطرافه، وبارك له في عمره وعمله، ومع هذا بقيت أعمال أخرى كثيرة لم تحفظ: كالمحاضرات، ودروس وغيره من المساجد، والفتاوى والأحاديث في الصحف والإذاعة. وهذه أعمال كثيرة جدا. فكان لا بد من تجميع ما تيسر من ذلك، ثم عرضه على سماحته قبل تدوينه، وتخصيص مكانه من الكتاب، إذ كان رأيه -حفظه الله- عدم نشر أي شيء إلا بعد قراءته وإقراره، ورعاً منه في الفتوى، وتوثقاً عن التصحيف والأخطاء. وقد تميزت هذه الموسوعة بما تميز به شيخنا –حفظه الله وأمد في عمره- من التعظيم للكتاب والسنة، وتقديم ما دل الدليل عليه من آراء الرجال، مع ما وهبه الله لمعالي الشيخ -حفظه الله وأمد في عمره- من فقه واطلاع واسع، وذاكرة حاضرة بأنواع المحفوظات، ودقة في الاستنباط، وتأدب مع أهل العلم بل والعامة، ولغة فصيحة قريبة سهلة المأخذ، لا تنبو عن أفهام العوام، ولا تتصاغر أمام عقول فحول العلماء، هبة من الله وفضلا، ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: 105].