باب: مَا جَاءَ فِي الْحِجَامَةِ
**********
قوله رحمه الله: «أَبْوَابُ مَا
يُبْطِلُ الصَّوْمَ وَمَا يُكْرَهُ وَمَا يُسْتَحَبُّ»، الأشياء التي تبطل
الصيام وتنقضه، وما يستحب للصائم أثناء الصيام وما يكره له.
قوله رحمه الله: «باب: مَا جَاءَ فِي
الْحِجَامَةِ»، أولاً: الحجامة.
الحجامة تفطر الصائم، وهي استخراج الدم بواسطة المحجم، وهي نوع معروف من
العلاج، فالمحتجم يفطر إذا احتجم في أثناء النهار، يفطر.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم صائمًا يحتجم في أثناء النهار، فقال صلى الله
عليه وسلم: «أَفْطرَ الحاجمُ
والمَحْجُومُ» ([1])؛ لأن الصائم يتقوى
بالدم، فإذا أخرج دمه بالحجامة، فإنه ذهب ما يتقوى به؛ مثل: الحائض؛ لأنه إذا خرج
منها الدم تضعف، ويشق عليها الصيام، فلذلك أمرها الله بالإفطار في أثناء الحيض؛
لأنها تضعف عن الصيام.
وكذلك المحتجم إذا احتجم في أثناء النهار، فإنه يضعف عن الصيام؛ لأن دمه
استخرج الذي به قوته، فلا يجمع عليه بين مشقة الحجامة ومشقة الصيام، فيكون
الاحتجام ناقضًا للصيام، ويجب القضاء على المحتجم.
وأيضًا لا يجوز للإنسان أن يحتجم وهو صائم في أثناء النهار، بل يؤجل الاحتجام إلى وقت آخر، لكن لو وقع هذا، فإن صومه يبطل، ويلزمه القضاء.
([1]) أخرجه: أحمد (25/ 148)، والترمذي (774).