وَعَنْ
جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رُكُوبِ الْهَدْيِ فَقَالَ: سَمِعْت
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ارْكَبْهَا بِالْمَعْرُوفِ إذَا
أُلْجِئْت إلَيْهَا، حَتَّى تَجِدَ ظَهْرًا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُودَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
وَعَنْ
عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سُئِلَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لاَ
بَأْسَ بِهِ؛ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالرِّجَالِ
يَمْشُونَ، فَيَأْمُرُهُمْ بِرُكُوبِ هَدْيِهِ، قَالَ: وَلاَ تَتَّبِعُونَ شَيْئًا
أَفْضَلَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ .
**********
كل الأحاديث تدل على جواز الحمل على إبل الهدي وركوبها، والانتفاع بها فيما
لا يضرها، ولا ينقص من قيمتها.
«ارْكَبْهَا بِالْمَعْرُوفِ»، يعني: لا يخرج عن
المألوف في ركوب الإبل والحمل عليها، إنما يستعملها في حدود المعروف عند الناس
والمألوف.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَلِيٍّ رضي
الله عنه: أَنَّهُ سُئِلَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ
بِهِ؛ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالرِّجَالِ يَمْشُونَ،
فَيَأْمُرُهُمْ بِرُكُوبِ هَدْيِهِ، قَالَ: وَلاَ تَتَّبِعُونَ شَيْئًا أَفْضَلَ
مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم »، وسُنة النبي صلى الله عليه
وسلم أن الهدي يُركب، ولا حرج في ذلك.
**********
([1]) أخرجه: أحمد (22/ 305)، ومسلم (1324)، وأبو داود (1761)، والنسائي (2802).