كتاب الزكاة
**********
الزكاة: هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي قرينة الصلاة في كتاب
الله؛ ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]،
فالزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل.
الصلاة فُرضت قبل الهجرة ليلة المعراج، صَلاَّها النبي صلى الله عليه وسلم
في مكة قبل الهجرة، وأما الزكاة فإنها فُرضت في السنة الثانية بعد الهجرة إلى
المدينة، وهي قرينة الصلاة، فمَن منعها جاحدًا لوجوبها كفر - والعياذ بالله - ومَن
منعها بُخلاً مع إقراره بوجوبها، فإنه يُلزم بدفعها؛ فإن أَبَى فإنه يُقاتَل إذا
كان معه شوكة، وإذا لم يكن معه شوكة، فإنه يعزر حتى يخرج الزكاة، فإن أَبى تؤخذ
منه قهرًا؛ لأنها حق وجب عليه لغيره، فيؤخذ منه قهرًا، تدفع الزكاة، هذا إذا كان
مقرًّا بوجوبها، لكن منعها بخلاً.
وقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما راجعه عمرُ رضي الله عنه في ذلك وقال: كيف تقاتلهم، وهم يقولون: لا إله إلا الله؟ قال: «وَاَللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ»، وقال رضي الله عنه: «وَاَللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً - وفي رواية: عَنَاقًا - كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ» ([1])، فقاتلهم حتى أخضعهم.
([1]) أخرجه: البخاري (1399، 1400)، ومسلم (20).