×

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَيَخْرُصُ النَّخْلَ حِينَ يَطِيبُ قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ يُخَيِّرُ يَهُودَ: يَأْخُذُونَهُ بِذَلِكَ الْخَرْصِ، أَوْ يَدْفَعُونَهُ إلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْخَرْصِ؛ لِكَيْ يُحْصِيَ الزَّكَاةَ قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ وَتُفَرَّقَ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُودَاوُدَ.

وَعَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْعَثُ عَلَى النَّاسِ مَنْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ كُرُومَهُمْ وَثِمَارَهُمْ ([2]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .

**********

قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَيَخْرُصُ النَّخْلَ حِينَ يَطِيبُ قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ»، يبعث عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يخرص النخيل في المدينة وفي تبوك، لما استولى عليها.

ففيه دليل أن ولي الأمر يبعث العمال لأجل الصدقة والزكاة في الحبوب والثمار؛ يخرصونها ويقدرونها.

«ثُمَّ يُخَيِّرُ يَهُودَ: يَأْخُذُونَهُ بِذَلِكَ الْخَرْصِ، أَوْ يَدْفَعُونَهُ إلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْخَرْصِ؛ لِكَيْ يُحْصِيَ الزَّكَاةَ قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ وَتُفَرَّقَ»، هذا فيه: دليل على بعث العمال لخرص الحبوب والثمار؛ لأجل معرفة ما يجب فيها من الزكاة، ويكون هذا قبل أن يؤخذ منها شيء، إذا طابت وصلحت للأكل والأخذ، تخرص أولاً، بعث العمال سُنة نبوية.

كرومهم، يعني: العنب، الكروم: العنب.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (42/ 185، 186)، وأبو داود (1606، 3413).

([2])  أخرجه: الترمذي (644)، وابن ماجه (1819).