الأمم السابقة: «لَأَتَصَدَّقَنَّ»، أي: والله لأتصدقن،
ألزم نفسه أن يتصدق، وهذا يجري مجرى النذر.
«لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ،
فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ»، لم يدرِ أنه سارق، دفعها
إليه على أنه فقير، لم يدر أنه سارق.
«فَأَصْبَحُوا
يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ»، يعني: أصبح الناس يتحدثون:
تُصدق الليلة على سارق! يتعجبون من هذا.
«فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ
الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ
فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ
اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ!»، يتعجبون من هذا.
«فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ
الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ»، هذا فيه: أن الله يحمد سبحانه على المكاره،
وعلى المحامد، وعلى كل شيء، كل شيء قدَّره الله لحكمة.
«فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ»، أُتي يعني: في
المنام؛ أتاه ملك.
«أَمَّا صَدَقَتُك فَقَدْ
قُبِلَتْ»، الحمد لله؛ بناءً على نيته.
«أَمَّا الزَّانِيَةُ
فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهِ مِنْ زِنَاهَا»، تترك الزنا، وتستعف بهذه
الصدقة عن الزنا، تكون هذه الصدقة عليها سببًا في توبتها.
«وَلَعَلَّ السَّارِقَ أَنْ
يَسْتَعِفَّ بِهِ عَنْ سَرِقَتِهِ»، يعني: تغنيه هذه العطية عن السرقة، ويتوب إلى
الله عز وجل.