باب: مَنْ دَفَعَ صَدَقَتَهُ إلَى مَنْ ظَنَّهُ
مِنْ أَهْلِهَا فَبَانَ غَنِيًّا
**********
عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا
فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ!
فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ،
فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا
يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ
الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ! فَقَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ
بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ:
تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ،
وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ! فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُك
فَقَدْ قُبِلَتْ؛ أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهِ مِنْ
زِنَاهَا، وَلَعَلَّ السَّارِقَ أَنْ يَسْتَعِفَّ بِهِ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَلَعَلَّ
الْغَنِيَّ أَنْ يَعْتَبِرَ فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ عز وجل » ([1]) مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
**********
قوله رحمه الله: «باب: مَنْ دَفَعَ صَدَقَتَهُ إلَى مَنْ
ظَنَّهُ مِنْ أَهْلِهَا فَبَانَ غَنِيًّا»، إذا دفع صدقته لشخصٍ يظنه فقيرًا
فبان أنه غني، فإنها تجزئه بناءً على نيته.
أمَّا من دفعها إلى شخص غني، وهو يعلم أنه غني، فإنها لا تجزئه.
قوله رحمه الله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ»، قال رجل ممن كان قبلنا، ممن كان من
([1]) أخرجه: أحمد (14/ 36، 37)، والبخاري (1421)، ومسلم (1022).