×

وَعَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْد ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ» ([1]). رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ.

فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى جَوَازِ أَنْ يَأْخُذَ الْعَامِلُ حَقَّهُ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ، فَيَقْبِضُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ .

**********

  قوله رحمه الله: «وَعَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْدُ فَهُوَ غُلُولٌ»، العامل يكتفي بما فرض له ولي الأمر، فإن أخذ زيادة على ما فرض له ولي الأمر، فإنه غلول، إذا أخذه من أصحاب الزكاة، إذا أخذ من أصحاب الزكاة شيئًا لنفسه، ويظن أنه يستحقه بالعمالة، فهذا غلول، والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ [آل عمران: 161]، فيأتي يوم القيامة يحمل ما غلَّه في الدنيا من الصدقات ومن أموال بيت المال.

لا يحل له إلا ما أمر له به ولي الأمر، ما أمر له به ولي الأمر يحل له؛ أما أنه يأخذ من بيت المال بدون أن يعطيه ولي الأمر، فإن هذا غلول، تحل عليه عقوبة الغال، والنبي صلى الله عليه وسلم أَبَى أن يصلي على الغال لما مات، هذا من باب: الوعيد والزجر ([2]).

«مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا»، يعني: أعطيناه عمالته.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود (2943).

([2])  كما في الحديث الذي أخرجه: أبو داود (2710)، والنسائي (1959)، وابن ماجه (2848).