×

باب: الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ

**********

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا عَلَى الإِْسْلاَمِ إلاَّ أَعْطَاهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ سَأَلَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِشَاءٍ كَثِيرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ منْ شَاءِ الصَّدَقَةِ، قَالَ: فَرَجَعَ إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .

**********

قوله رحمه الله: «باب: الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ»، هذا في قوله تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ [التوبة: 60].

والمؤلفة قلوبهم هم: الكافر الذي يرجى إسلامه، أو يرجى كف شره عن المسلمين، فهذا يعطى من الزكاة - وإن كان كافرًا - لكف شره، أو أنه يرجى إسلامه، ويتألف على الإسلام، وكذلك المسلم ضعيف الإسلام يُعطى ما يقوي إيمانه.

قوله رحمه الله: «عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا عَلَى الإِْسْلاَمِ إلاَّ أَعْطَاهُ»، هذا التأليف، «لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا عَلَى الإِْسْلاَمِ»، يعني: يسأله الذي يريد الإسلام أن يعطيه، حتى يسلم، إلا أعطاه؛ تأليفًا لهذا على الإسلام.

ولكن هذا من خواص الإمام؛ لأن بعض الناس يقول: أنا أعطي المؤلفة قلوبهم، ليس من صلاحيتك هذا، إعطاء المؤلفة قلوبهم من صلاحيات ولي الأمر.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (19/ 107).