باب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:
﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ﴾ [التوبة: 60]
**********
وَهُوَ
يَشْمَلُ بِعُمُومِهِ الْمُكَاتَبَ وَغَيْرَهُ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما: لاَ بَأْسَ أَنْ يَعْتِقَ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ. ذَكَرَهُ عَنْهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ
([1]).
**********
قوله رحمه الله: «باب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ﴾»، الله جل وعلا ذكر أهل الزكاة المستحقين لها الذين لا
يجوز صرفها في غيرهم في قوله: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ
لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ
فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 60]، فهذه
ثمانية أصناف لا تصرف الزكاة في غيرهم، وقد وصلنا إلى قوله جل وعلا: ﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ﴾.
والمراد بالرقاب: المماليك، يعتقون من الزكاة، يجوز اشتراؤهم من الزكاة
واعتقاهم، هذا معنى قوله: ﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ﴾ يعني: في العتق، في
عتق المماليك، في أن يشتروا من الزكاة، ويعتقوا.
قوله رحمه الله: «وَهُوَ يَشْمَلُ بِعُمُومِهِ الْمُكَاتَبَ وَغَيْرَهُ»، المكاتَب: وهو الذي اشترى نفسه من سيده بمال يؤديه إليه على أقساط، ثم يعتق، قال جل وعلا في المكاتبين: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ﴾ [النور: 33] يعني: ساعدوهم على وفاء الدين الذي تَحَمَّلُوه؛ لأجل أن يُعتقوا، أمر أسيادهم الذين كاتبوهم أن يساعدوهم، والمسلمون - أيضًا - يساعدونهم حتى يؤدوا ما عليهم، فيعتقوا.
([1]) انظر: مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (ص 147)، وصحيح البخاري (2/ 122).