×

وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إلَى الْجَنَّةِ، وَيُبْعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ: «أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟ قَالَ: «لاَ، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تُفْرَدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ .

**********

قوله رحمه الله: «وَهُوَ يَشْمَلُ بِعُمُومِهِ الْمُكَاتَبَ وَغَيْرَهُ»، وغيره ممن يعتق بغير الكتابة، يعتق ابتداءً؛ كأن يقول لعبد من عبيده: أنت عتيق، أو يشتري عبيدًا من الزكاة، ويعتقهم.

قوله رحمه الله: «وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لاَ بَأْسَ أَنْ يَعْتِقَ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ ذَكَرَهُ عَنْهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ»، لا بأس أن يعتق من زكاة ماله لتفسير هذه الآية: ﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ [التوبة: 60]، يعني: فيعتق العبد بدلاً من دفع المال الزكوي للفقراء.

قوله رحمه الله: «وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إلَى الْجَنَّةِ، وَيُبْعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ: «أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ»، «أَعْتِقْ النَّسَمَةَ»، يعني: النفس المملوكة، العتق فيه فضل عظيم من وجوه الخير؛ لأن فيه إخراجًا للملوك من الرق إلى الحرية، وفيه أيضًا توسعة على المملوك بأن يعبد ربه، وأن يتصرف بنفسه، بدل أن يكون مملوكًا، ويكون تصرفه لمالكه.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (18647)، والدارقطني (3/ 54).