وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُ: الْغَازِي فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَْدَاءَ، وَالنَّاكِحُ
الْمُتَعَفِّفُ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلاَّ أَبَا دَاوُدَ.
**********
«قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَوَلَيْسَا وَاحِدًا؟ قَالَ: «لاَ، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تُفْرَدَ
بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِهَا»، إذا كانت الرقبة
قد كاتبت سيدها على أن تؤدي له مالاً على أقساط، ثم تعتق، فإنها تُساعد من الزكاة.
«حَقٌّ عَلَى اللَّهِ»، يعني: واجب على الله، أوجبه على نفسه، ولم
يوجبه عليه أحد؛ فحق العباد على الله هو حق تفضل به سبحانه وتعالى، ولا يجب عليه
حق لأحد، «ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ
عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُ».
«الْغَازِي فِي سَبِيلِ
اللَّهِ»، الغازي الذي يخرج للجهاد في سبيل الله؛ لنصرة هذا الدين، هذا يعينه الله
سبحانه وتعالى؛ نظرًا لشرف ما خرج من أجله.
«وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي
يُرِيدُ الأَْدَاءَ»، هذا محل الشاهد.
الثاني: المكاتب الذي كاتب سيده؛ اشترى نفسه من سيده بمالٍ يؤديه إليه على
أقساط، ثم يعتق، هذا يعان من الزكاة ومن غيرها، ﴿وَءَاتُوهُم
مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ﴾ [النور: 33].
«وَالنَّاكِحُ
الْمُتَعَفِّفُ»، الناكح، يعني: الذي يريد الزواج، وهو لا يستطيع المؤنة، فيُساعد من
الزكاة؛ حتى يستطيع أن يتزوج، ويعف نفسه.
**********
([1]) أخرجه: أحمد (12/ 378، 379)، والترمذي (1655)، والنسائي (3120)، وابن ماجه (2518).