باب: الْغَارِمِينَ
**********
عَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ
الْمَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلا لِثَلاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي
غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ.
**********
قوله رحمه الله: «باب: الْغَارِمِينَ»: وهم الذين وجبت
عليهم غرامة لغيرهم، وهي على نوعين: غارم لنفسه، وغارم لغيره.
الأول: الغارم لنفسه، هو الذي اشترى نفسه من سيده بمالٍ، والمكاتب هذا غارم
لنفسه، وكذلك الذي عليه دَين ويعجز عن سداده، فهذا يساعد من الزكاة، حتى يسدد
دينه؛ لأنه غارم لنفسه.
والثاني: الغارم لغيره، وهو الذي يصلح بين الناس، ويتحمل غرامة من أجل الإصلاح بين
الناس، فهذا يُساعد ولا يُترك يتحمل الغرامة وحده، بل يُساعد من التبرعات أو من
الزكاة.
قوله رحمه الله: «عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الْمَسْأَلَةَ لا
تَحِلُّ إلا لِثَلاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ
لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ»، «لاَ تَحِلُّ
إلا لِثَلاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ» يعني: شديد، هذا يساعد من الزكاة؛ ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ
لِلۡفُقَرَآءِ﴾ [التوبة: 60]، بدأ الله بهم.
«أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ»، يعني: ثقيل عليه، فيساعد من الزكاة حتى يسدد غرامته التي تحملها.
([1]) أخرجه: أحمد (19/ 296)، وأبو داود (1641).