×

«فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ فِيهَا»، يعني: أسأله أن يساعدني لتسديد هذه الغرامة.

«فَقَالَ: «أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا»، أقمْ عندنا، انتظرْ حتى تأتينا الصدقة - يعني: الزكاة - «فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا»: هذا دليل على صرف الزكاة للغارم.

«ثُمَّ قَالَ: «يَا قَبِيصَةُ، إنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَحِلُّ إلاَّ لأَِحَدِ ثَلاَثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ»، هذه الغرامة.

«تَحَمَّلَ حَمَالَةً»، يعني: تحمل غرامة، ولا يستطيع تسديدها، فيأخذ من الزكاة، حتى يسددها، ثم يمسك، ولا يأخذ زيادة على ذلك.

«وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ: سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ»، الثاني: رجل له مال وغني، فأصابته جائحة، يعني: آفة أهلكت ماله، فأصبح فقيرًا، بدل أن كان غنيًّا، فهذا تحل له المسألة، حتى تنسد حاجته، ثم يمسك؛ قوامًا من عيشٍ أو سدادًا من عيش ثم يمسك، فالسؤال على قدر الحاجة، ولا يجوز أن يسأل أحدًا من غير حاجة، هذا حرامٌ، وعليه وعيد شديد؛ مَن يسأل الناس من غير حاجة، إنما السؤال بقدر الحاجة، فإذا تسددت حاجته، فإنه يمسك.

«فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، أَوْ قَالَ: سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ»، السداد من العيش هو القوام، يعني: حتى يجد ما يكفيه.


الشرح