«أَوْ غَارِمٍ»، يعني: غارم
لإصلاح ذات البين، وإن كان غنيًّا، فإذا أصلح بين الناس، وتحمل في ذلك غرامة، فإنه
يعان من الزكاة - وإن كان غنيًّا - لئلا تجحف الغرامة في ماله، فينسد باب: الإصلاح
بين الناس.
«أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ»؛ لأن الله قال: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 60]،
فيعطى للغزاة الذين ليس لهم دوان -يعني: ليس له مرتبات- من بيت المال، ولو كانوا
أغنياء.
«أَوْ مِسْكِينٍ تُصُدِّقَ
عَلَيْهِ بِهَا فَأَهْدَى مِنْهَا لِغَنِيٍّ»، أو مسكين تُصُدق عليه من
الزكاة، فأهداها لغني، يجوز للغني أن يأخذها؛ لأنها له هدية، وللمتصدق عليه صدقة.
قوله رحمه الله: «وَيُحْمَلُ هَذَا
الْغَارِمُ عَلَى مَنْ تَحَمَّلَ حَمَالَةً لِإِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ»، على من تحمل حمالة
لإصلاح ذات البين، وهو الغارم لغيره.
قوله رحمه الله: «كَمَا فِي حَدِيثِ
قَبِيصَةَ، لاَ لِمَصْلَحَةِ نَفْسِهِ؛ لِقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ: «أَوْ ذِي
غُرْمٍ مُفْظِعٍ»، يعني: موجع وثقيل، ولا يستطيع تسديده، أما إذا كان عليه غرامة، وهو غني،
وهي غرامة لنفسه، فيكفي، لا يُساعد من الزكاة؛ لأنه غني، يسددها من ماله.