باب: مَا يَثْبُتُ بِهِ الصَّوْمُ وَالْفِطْرُ مِنَ
الشُّهُودِ
**********
قوله رحمه الله: «كِتَابُ الصِّيَامِ»؛ صيام شهر رمضان،
وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، انتهى من الزكاة، انتقل إلى الصيام.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، والصيام هو الركن الرابع، والحج
هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
صيام رمضان فُرِضَ في السنة الثانية من الهجرة، وصام رسول الله صلى الله
عليه وسلم تسعة رمضانات قبل وفاته صلى الله عليه وسلم.
قال الله جل وعلا: ﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ
مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، شهد
يعني: حضر.
﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ
فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ
أُخَرَۗ﴾ [البقرة: 185]، هذا عذرٌ للمريض الذي يشق عليه الصيام؛
أن يفطر، ويقضي ما أفطره من أيام أخر من أيام السنة، إذًا لا بد من صوم رمضان؛ إما
أداءً، وإما قضاءً. والمسافر أيضًا؛ لأن السفر مظنة المشقة على الصائم، فرخص الله
له بالإفطار في رمضان، ويقضي ما أفطره في سفره.
وأمَّا الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصيام لا حاضرًا ولا مستقبلاً،
والمريض المزمن الذي لا يرجى شفاء مرضه، ويشق عليه الصيام، فهذان عليهما الإطعام.