عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلاَلَ، فَأَخْبَرْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ
بِصِيَامِهِ. رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ([1]) وَقَالَ:
تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ ([2]) .
**********
﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ
يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184]، هذه
يراد بها الشيخ الهرم والمريض المزمن، فيطعم عن كل يوم، وليس عليه صيام، طعام
مسكين، مسكين واحد، ويقدر بالكيلو ونصف، يعني: ربع الصاع، ثلث الصاع.
قوله رحمه الله: «باب: مَا يَثْبُتُ
بِهِ الصَّوْمُ وَالْفِطْرُ مِنَ الشُّهُودِ»، ما يثبت به الصوم، يثبت
صوم رمضان بأحد أمرين: إما برؤية الهلال، وإما بإكمال شعبان ثلاثين يومًا، إذا لم
ير الهلال؛ إما برؤية الهلال، وإما بإكمال شعبان ثلاثين يومًا؛ لقوله صلى الله عليه
وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا
لِرُؤْيَتِهِ»، يعني: الهلال. «فَإِنْ
غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»، وفي روايةٍ: «فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ» ([3])، فقوله: «فَاقْدُرُوا لَهُ» يفسره قوله: «فأَكْمِلُوا عِدَّة شَعْبانَ ثَلاَثِينَ».
يثبت دخول الشهر بشهادة واحد؛ بدليل حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا؛ أنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال - هلال دخول الشهر - فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر الناس بالصيام، فهذا دليل على أنه يثبت دخول الشهر بشهادة واحد، وأما الخروج فلا يثبت إلا بشهادة شاهدين، كما يأتي.