×

وَعَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنِّي رَأَيْتُ الْهِلاَلَ - يَعْنِي رَمَضَانَ - فَقَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «يَا بِلاَلُ، أَذِّنْ فِي النَّاسِ فَلْيَصُومُوا غَدًا» ([1]). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ أَحْمَدَ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلاً بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: فَأَمَرَ بِلاَلاً فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنْ يَقُومُوا وَأَنْ يَصُومُوا ([2]) .

**********

«تَرَاءَى النَّاسُ»، و هذا فيه: مشروعية تراءى الهلال؛ أن الناس يتحرون الهلال، ويتراءونه ليلة الثلاثين من شعبان، هذا سنة أنهم يتراءونه.

«تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلاَلَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ»، هذا دليل على أنه يثبت دخول شهر رمضان بشهادة واحد عدل.

هذا أعرابيٌّ جاء، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى هلال رمضان، فسأله: هل هو مسلم؛ بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم، فأمر بلالاً رضي الله عنه أن يؤذن في الناس أن يصوموا؛ مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي قبله: «فأخبرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصامَ وأمر الناس بصيامه»، ففيه دليلٌ على دخول الشهر بشهادة شاهدٍ واحدٍ.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي (2113)، وابن ماجه (1652).

([2])  أخرجه: أبو داود (2341).