×

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَهْرٍ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ مُشَاةٌ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ: اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ، قَالَ: فَأَبَوْا، قَالَ: إنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إنِّي أَيْسَرُكُمْ، إنِّي رَاكِبٌ، فَأَبَوْا، فَثَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخِذَهُ فَنَزَلَ فَشَرِبَ وَشَرِبَ النَّاسُ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَشْرَبَ» ([1]).

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى مَرَّ بِغَدِيرٍ فِي الطَّرِيقِ، وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ: فَعَطِشَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إلَيْهِ. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِبَ، فَشَرِبَ النَّاسُ» ([2]). رَوَاهُمَا أَحْمَدُ.

**********

ومنهم من استمر على صيامه، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعصاة، يعني: عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر المستحب؛ حيث إنه أمرهم بالإفطار، فواصلوا الصيام، وما كان يحسن بهم أن يخالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذان الحديثان فيهما أنه صلى الله عليه وسلم يحب الرخَص والتسهيل على الأمة، وفيه شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته، وأنه يترك العمل رحمةً بأمته؛ خشية أن يشق عليهم، ترك إكمال الصيام في هذا اليوم رحمةً بالناس؛ من أجل أن يفطروا، ودينه دين اليسر والسماحة والسهولة، والحمد لله.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (18/ 18).

([2])  أخرجه: أحمد (5/ 419).