×

أَبْوَابُ مَا يُبِيحُ الْفِطْرَ وَأَحْكَامِ الْقَضَاءِ

**********

باب: الْفِطْرِ وَالصَّوْمِ فِي السَّفَرِ

**********

قوله رحمه الله: «أَبْوَابُ مَا يُبِيحُ الْفِطْرَ وَأَحْكَامِ الْقَضَاءِ»، ما يبيح الفطر، الله جل وعلا يقول: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ يعني: حضر، حضر دخول الشهر، ﴿فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]، فالذي يدخل عليه الشهر وهو مسافر، أو يسافر في أثناء الشهر، أو يدخل عليه الشهر وهو مريض، أو يصيبه المرض في أثناء الشهر يفطر؛ يفطر للسفر، ويفطر للمرض، وهذا أحب إلى الله من كونه يصوم، ويُحمل نفسه التعب، وهو مسافر، أو وهو مريض، هذا أحب إلى الله عز وجل؛ لأن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته سبحانه وتعالى ([1]).

قوله رحمه الله: «أَبْوَابُ مَا يُبِيحُ الْفِطْرَ وَأَحْكَامِ الْقَضَاءِ»، يبيح الفطر: السفر، ويبيح الفطر: المرض الذي يلحق الصائم معه مشقة، ويبيح الفطر: الكبَر، إذا كبر الإنسان، صار عنده عقله وتفكيره، لكنه لا يطيق الصيام، فهذا يطعم عن كل يوم مسكينًا؛ ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ [البقرة: 184].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (10/ 107) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان (6/ 451).

وأخرجه: ابن حبان (2/ 69) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ».