وَعَنْ
بُرَيْدَةَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم إذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: إنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي
بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَقَالَ: «وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ
الْمِيرَاثُ». قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ
شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: «صُومِي عَنْهَا». قَالَتْ: إنَّهَا لَمْ
تَحُجَّ قَطُّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: «حُجِّي عَنْهَا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُودَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وَلِمُسْلِمٍ
فِي رِوَايَةٍ: صَوْمُ شَهْرَيْنِ ([2]) .
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا
جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ
فَقَالَتْ: إنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ،
فَقَالَ: «وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ»، هذه امرأة جاءت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه في أنها أعطت أمها جارية، يعني: خادمة،
فماتت أمها، «فَقَالَ: وَجَبَ»، يعني:
لك الأجر على الله في برك لأمك، وردها عليك الميراث، فدل على أن ما خلفه الميت أنه
يكون ميراثًا لقرابته على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
«قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: «صُومِي عَنْهَا»، هذا من البر.