×

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: يَوْمٌ صَالِحٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. فَقَالَ: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ». فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ([1])

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنَّ هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ؛ فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ» ([2]). مُتَّفَقٌ عَلَى هَذِهِ الأَْحَادِيثِ كُلِّهَا.

وَأَكْثَرُهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ صَوْمَهُ وَجَبَ ثُمَّ نُسِخَ، وَيُقَالُ: لَمْ تَجِبْ بِحَالٍ بِدَلِيلِ خَبَرِ مُعَاوِيَةَ، وَإِنَّمَا نُسِخَ تَأْكِيدُ استحبابهِ .

**********

«وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»؛ شكرًا لله عز وجل؛ لأن نجاة بني إسرائيل من المشركين يفرح بها المسلمون في كل وقت.

رضي الله عن معاوية، وأما أبو سفيان، فهو صحابي - أيضًا -، فيقال: رضي الله عنه.

قوله رحمه الله: «مُتَّفَقٌ عَلَى هَذِهِ الأَْحَادِيثِ كُلِّهَا»، كلها تدل على أن صيام يوم عاشوراء ليس بفرض، وإنما هو سنة؛ فمن شاء صامه، ومن شاء لم يصمه.

قوله رحمه الله: «وَأَكْثَرُهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ صَوْمَهُ وَجَبَ، ثُمَّ نُسِخَ»، وجب قبل أن يفرض رمضان، نُسخ بفرضية رمضان، وبقي الاستحباب، نُسخت الفرضية.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (4/ 393)، والبخاري (2004)، ومسلم (1130).

([2])  أخرجه: أحمد (28/ 81، 82)، والبخاري (2003)، ومسلم (1129).