×

وَعَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما: أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ؛ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُهُ إلاَّ أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ ([1])

وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوهُ أَنْتُمْ» ([2]) .

**********

قوله رحمه الله: «عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما: أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ»، موروث صوم يوم عاشوراء عن موسى عليه السلام.

«فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُهُ إلاَّ أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ»، يعني: فليس بفرض، كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يصومه، إلا أن وافق صيامه الذي يصومه من السنة.

فدل على أنه ليس بفرض، وإنما هو سنة، كان في الأول فرضًا، ثم لما فُرض رمضان، نُسخت الفرضية في عاشوراء، وبقي الاستحباب والسنة.

«صُومُوهُ أَنْتُمْ»، يقول صلى الله عليه وسلم للمسلمين: «صُومُوهُ أَنْتُمْ».


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (8/ 63) و(9/ 174) و(10/ 385)، والبخاري (4501)، ومسلم (1126).

([2])  أخرجه: أحمد (32/ 445)، والبخاري (2005) (3942)، ومسلم (1131).