وَعَنْ
أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«ثَلاَثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ؛ فَهَذَا صِيَامُ
الدَّهْرِ كُلِّهِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ ([1]).
وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ
مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَْحَدَ وَالاِثْنَيْنِ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآْخَرِ
الثُّلاَثَاءَ وَالأَْرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ:
حَدِيثٌ حَسَنٌ ([2]) .
. **********
قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ،
إذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةً، فَصُمْ ثَلاَثَ عَشَرَةَ وَأَرْبَعَ
عَشَرَةَ وَخَمْسَ عَشَرَةَ»، مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله
عنه صيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها، فإذا صام ثلاثة أيام؛
كل يوم عن عشرة، هذا الشهر، هذا كأنما صام الشهر.
ولكن يخصها بالبيض وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، هذا أفضل، وإن
صام ثلاثة أيام غير أيام البيض، وصام أيام البيض، فلا بأس؛ زيادة خير.
ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام رمضان من السنة هذا صيام الدهر، والمراد بالدهر هنا: السنة؛ لأن رمضان عن عشرة أشهر، وثلاثة الأيام عن شهرين، والسنة اثنا عشر شهرًا.
([1]) أخرجه: أحمد (37/ 224)، ومسلم (1162)، وأبو داود (2425).