فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ،
فَلْيَعْتَكِفْ»، الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على الخير، وكان يعلم أن ليلة
القدر في رمضان، ولكن خفيت في أي ليلة هي، فكان يحتاط صلى الله عليه وسلم.
اعتكف العشر الأول، ثم اعتكف العشر الأوسط يتحرى ليلة القدر، ثم انتقل إلى
الاعتكاف في العشر الأخير، ترجح له أنها في العشر الأواخر.
فهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على الخير، مع أنه قد غُفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، ولكنه يحب أن يكون عبدًا شكورًا، ولا يمل من الخير صلى الله عليه
وسلم.
«ثُمَّ أُتِيتُ، فَقِيلَ
لِي: «إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ
يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ». فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ»، يعني: آخِر ما قيل له
صلى الله عليه وسلم: إنها في العشر الأواخر، فترجحت أنها في العشر الأواخر من شهر
رمضان.
الله أخفاها لحكمة، وهي أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان؛ ليحصل له قيام
رمضان، ويحصل له مع ذلك قيام الشهر، تجتمع له الفضيلتان.
«قَالَ: وِإَنِّي
رَأَيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ»، علامات لليلة القدر: أنها في وتر، يعني: ليلة ليست
ليلة اثنين وعشرين.
الوتر: ضد الزوج من العدد، الوتر هو الفرد، في وتر؛ في واحد وعشرين، خمس وعشرين،
في سبع وعشرين، في تسع وعشرين، هذه الأوتار، لكنها أرجح أن تكون في ليلة سبع
وعشرين.