كِتَابُ الاِعْتِكَافِ
**********
الاعتكاف آخِر كتاب الصيام؛ لأن العادة أن الناس الصائمين يعتكفون في آخر
الشهر شهر رمضان.
والاعتكاف معناه: البقاء في المسجد ليلاً ونهارًا؛ لطاعة الله عز وجل
وعبادة الله؛ هذا هو الاعتكاف: التفرغ من أعمال الدنيا لأعمال الآخرة، وهو عبادة
مرغَّب فيها، قال الله جل وعلا لخليله إبراهيم وابنه إسماعيل: ﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ
لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].
فالعاكف: هو الذي يبقى في المسجد لعبادة الله عز وجل، يخلو من مجالسة المخلوقين،
ويتفرغ لعبادة الخالق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف، كان يعتكف في شهر
رمضان، يعتكف في العشر الأوسط يتحرى ليلة القدر، فلما تبين له أنها في العشر
الأواخر، نقل اعتكافه إلى العشر الأواخر، ومات وهو على ذلك صلى الله عليه وسلم ([1]).
فالاعتكاف سُنة لعبادة الله؛ بأن ينفرد الإنسان ويخلو بربه.
أما الاعتكاف الجماعي الذي يقولون، فهذا خلاف الشرع وخلاف السنة، ليس هناك اعتكاف جماعي. الاعتكاف هو الانفراد عن الناس للعبادة، أما أنهم يعتكفون جماعة في المسجد، وينامون جميعًا، ويأكلون جميعًا، ويتضاحكون، هذا ليس اعتكافًا، ليس هذا هو الاعتكاف الشرعي.
([1]) أخرجه: البخاري (2027) -والسياق له- ومسلم (1167).