«قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ؛ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِْيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِْحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ - من قوة الإيمان-، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، يعني: إذا لم تصل إلى درجة كأنك ترى الله من قوة الإيمان، فاعلم أنه يراك، فتؤمن بهذا، تؤمن أنه يراك.

«قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ - متى تقوم الساعة؟ - قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا - وهو الرسول صلى الله عليه وسلم - بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، وهو جبريل عليه السلام، يعني: كلنا لا ندري؛ لأن الله أخفى وقت قيام الساعة عن خلقه، لا يعلمه إلا الله، متى تقوم الساعة؟ لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى.

«قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا - يعني: عن علامات الساعة التي إذا وُجدت، دلت على قرب قيام الساعة - قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ».

«أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا» ما معناه؟ قيل: معناه أنه يكثر العقوق في آخر الزمان، حتى كأن الولد سيد لوالده؛ يتكبر عليه، ويجفوه، إلى آخره.

وقيل: معناه: أنه يكثر التسري في آخر الزمان، يملكون الإماء، ويتسرون بهن، يلدن بنات، البنت حرة، وأمها مملوكة، فتكون البنت مالكة لأمها، تكون البنت سيدة لأمها، وإن عتقت عليها، لها فضل العتق عليها؛ هذا قول في تفسير الحديث - والله أعلم.

---

الشرح