والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَآ
أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ
يَعۡلَمُهُۥۗ﴾ [البقرة: 270]، فذكر النذر مع الصدقة.
فدل على أنه مشروع، وأنه فيه فضل، الله جل وعلا قال: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ﴾ [الحج: 29]، فإذا
نذر الإنسان نذرًا، ومات قبل أن ينفذه، فإنه ينفذ نيابة عنه؛ إبراء لذمته.
قوله رحمه الله: «أَنَّ امْرَأَةً
مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، وجهينة: هي
القبيلة المعروفة في شمال الجزيرة.
قوله رحمه الله: «إنَّ أُمِّي
نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟
قَالَ: «نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ
أَكَنْتِ قَاضِيَته؟ اقْضُوا اللَّهَ، فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ»، هذا فيه: دليل
على استعمال القياس، استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم.
فيه: دليل على أن الميت إذا نَذَرَ نَذْرَ طاعة، ومات قبل أن ينفذه، أنه
ينفذ مَن بعده؛ إن كان له مال، فينفذ مِن ماله، وإن لم يكن له مال، وتبرع أحد
بتنفيذه، فهذا طيب، وتبرأ ذمته.
قوله رحمه الله: «اقْضُوا اللَّهَ،
فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ»، يعني: اقضوا حق الله.
قوله رحمه الله: «وَفِيهَا قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ»، يعني رواية ثانية:
أن التي ماتت هي أخته، ورواية أن الذي مات هو أبوه، ولم يوف نذره.