×

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ([1]).

**********

 الجهاد: هو القتال هنا، المراد به القتال هنا، والله فرض القتال على المسلمين؛ لأجل نشر هذا الدين، ولأجل تبليغ الرسالة.

أولاً: الدعوة إلى الإسلام، ثم بعده الجهاد لمن لم يستجب، فإنه يشرع جهاده وقتاله؛ حتى يكون الدين كله لله، ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ [الأنفال: 39]، هذا هو الجهاد، وفيه فضل عظيم، ولذلك سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ: عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ»؛ لأن الحج والعمرة يحتاجان إلى السفر، وفيهما مشقة وتعب، فهما فيهما ما في الجهاد في سبيل الله، ودل على أن النساء لا يجب عليهن الجهاد، ولا يصلح أن تدخل المرأة المعركة، لا تدخل المرأة المعركة، ولا تقتل، لا تقتل المرأة؛ لأنها تقاتل، فلا تُقتل، ولو كانت كافرة، لا تقتل.

فالله جل وعلا خفف عن النساء، فرض لهن جهادًا لا قتال فيه، وهو الحج والعمرة؛ لما فيهما من المشقة والتعب، إلا أنه ليس فيه قتل وقتال.

«عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ»، فالحج جهاد؛ لما فيه من تحمُّل المشاق والسفر والاستعداد.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (42/ 198)، وابن ماجه (2901).