وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«أَيُّ الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إيمَانٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، قَالَ:
ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).
**********
في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم «سُئِلَ: أَيُّ الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ؟»، هذا من حرص الصحابة رضي الله
عنهم على فعل الخير؛ يسألون عنه ليفعلوه، فقال: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ»، هذا أو شيء «إيمَانٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ».
والإيمان بالله: هو الاعتقاد الجازم بأن الله واحد أحد فرد صمد ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص: 3، 4]، لا أحد يشابهه ويماثله سبحانه وتعالى.
﴿لَمۡ يَلِدۡ﴾: الله جل وعلا منزه
عن الولد؛ لأن الولد شريك لأبيه وشبيه لأحد، ولأن الوالد يحتاج إلى الولد.
الله جل وعلا لا شبيه له، ولا شريك له، ولا يحتاج إلى أحد: لا إلى الولد، ولا إلى غيره، غني سبحانه وتعالى عن خلقه، فهذا هو الإيمان بالله ربًّا، والإيمان بوجوب عبادته وحده لا شريك له، لا يكفي الإيمان بتوحيد الربوبية، بل لا بد من الإيمان بتوحيد الألوهية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له؛ هذا هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: أحمد (13/ 33)، والبخاري (1519)، ومسلم (83).