وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاتَ بِذِي
الْحُلَيفَةِ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ أَهَلَّ بِحجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ
النَّاسُ بِهِمَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَر النَّاسُ فَحَلُّوا حَتَّى كَانَ
يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، قَالَ: وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِه قِيَامًا، وَذَبَحَ بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ
أَمْلَحَيْنِ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وأَبُو دَاوُدَ .
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاتَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حَتَّى
أَصْبَحَ»، لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة بعد صلاة الظهر، وصل إلى ذي
الحليفة، ونزل بذي الحليفة - الذي هو محرم أهل المدينة، وهو قريب من المدينة - وقت
العصر، وصلى بها العصر، وبات بها صلى الله عليه وسلم إلى أن صلى الظهر من الغد.
يعني: صلى الظهر في المدينة، ثم خرج، وصلى العصر في ذي الحليفة، وهو الوادي القريب
من المدينة، هذا ميقات أهل المدينة، وهو أبعد المواقيت عن مكة، فلما صلى الظهر
أَهَلَّ بالقران؛ لأنه معه الهدي، أَهَلَّ بالقران بعد صلاة الظهر من وادي ذي
الحليفة، وهو الوادي المعروف قريب من المدينة.
«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاتَ بِذِي الْحُلَيفَةِ حَتَّى أَصْبَحَ»، بات ليس محرمًا، وطاف على نسائه في تلك الليلة؛ لأنه ليس بمحرمٍ، وإنما يتهيأ للإحرام. فبات بذي الحليفة، يعني: صلى في وادي العقيق الذي هو ذو الحليفة، الذي يسمى الآن «أبيار علي»، بات فيه، وصلى فيه الأوقات الخمسة. ثم أحرم صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الظهر من الغد، لما صلى الظهر، أَهَلَّ بالحج من ذي الحليفة من الميقات، الذي هو أبيار علي.
([1]) أخرجه: أحمد (21/ 331)، والبخاري (1551)، وأبو داود (1796، 2793).