×

«ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ»، «ثُمَّ أَهَلَّ»، يعني: أحرم بحج وعمرة قارنًا؛ لأنه ساق الهدي بعد صلاة الظهر، أحرم بالحج والعمرة قارنًا بعد صلاة الظهر بذي الحليفة، الذي هو معروف الآن.

«وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهِمَا» أي: بالحج والعمرة قارنين كلهم. فلما وصلوا مكة، أمر صلى الله عليه وسلم من لم يسق الهدي أن يطوف، ويسعى، ويحلق رأسه، ويتحلل من إحرامه، ويجعلها عمرة، ثم يحرم بالحج بعد ذلك. بفسخ الحج إلى عمرة.

وأما من ساق الهدي من الحل، فيبقى على إحرامه، ويكون قارنًا، أو مفردًا حسب نيته.

«فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَ النَّاسَ فَحَلُّوا»، أمر الناس الذين ليس معهم هدي، فحلوا من إحرامهم، لما فرغوا من العمرة، ولما كان يوم الثامن أحرموا بالحج، وصاروا متمتعين، «أمرَ الناسَ فحلُوا»، لما طافوا وسعوا، أمرهم بالحلق أو التقصير، ثم يحلون من إحرامهم، ويكونون متمتعين، هذا أفضل.

«حَتَّى كَانَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ»، هذا شأن المتمتع؛ أنه يؤدي العمرة، ويتحلل منها، ثم إذا كان يوم الثامن الذي هو يوم التروية، سُمي يوم التروية لأنهم كانوا يتروون الماء معهم؛ لأنه لم يكن في منى والمشاعر ماء في ذاك الوقت، لم يكن فيها ماء، فكانوا يحملون معهم الماء في اليوم الثامن، فيخرجون إلى منى، ثم المشاعر.

«قَالَ: وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قِيَامًا، وَذَبَحَ بِالْمَدِينَة كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ»، ذبح كبشين - هذا في الأضحى - أملحين، ذبح بيده صلى الله عليه وسلم، وهذا الأفضل أن الإنسان يتولى ذبح أضحيته بيده، هذا هو الأفضل.


الشرح