×

وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَأَصْحَابُهُ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرُوحُ أَحَدُنَا إِلَى مِنى وَذَكَرُه يَقْطُرُ مَنِيًّا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَعَنِ الرَّبِيعِ بنِ سُبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِعُسْفَانَ قَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكٍ الْمُدْلجيُّ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْضِ لَنَا قَضَاءَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَدْخَلَ عَلَيْكُمْ فِي حَجِّكُمْ عُمْرَةً، فَإِذَا قَدِمْتُمْ، فَمَنْ تَطَوَّفَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدْ حَلَّ، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاودَ.

**********

استغربوا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن يحلوا من عمرتهم، ويباشروا نساءهم، ويذهبون إلى منى بعد ذلك، وهم على عهد بجماع زوجاتهم، وهذا حكم الله سبحانه وتعالى، لا غرابة فيه.

قوله رحمه الله: «وَعَنِ الرَّبِيعِ بنِ سبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِعُسْفَانَ»، عُسفان: هو الوادي القريب من مكة على طريق المدينة.

«فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَدْخَلَ عَلَيْكُمْ فِي حَجِّكُمْ عُمْرَةً، فَإِذَا قَدِمْتُمْ فَمَنْ تَطَوَّفَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدْ حَلَّ، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ»، هذا فيه: أنَّ المتمتع إذا قدم إلى مكة أدى العمرة؛ طاف، وسعى، وقصر، وتحلل، ثم يحرم يوم التروية بالحج.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (8/ 438).

([2])  أخرجه: أبو داود (1801).