×

وَعَنْ رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَارِثِ بنِ بِلالٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَسْخُ الْحَجِّ لَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لَنَا خَاصَّةً» ([1]). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلاَّ التِّرْمِذِيُّ، وَهُوَ بِلالُ بنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ.

**********

«قَالَ: «انْظُرُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا»، فَرَدُّوا عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَغَضِبَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهُوَ غَضْبَانُ، فَرَأَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ أَغْضَبَهُ اللهُ؟ فَقَالَ: «وَمَا لِي لاَ أَغْضَبُ وَأَنَا آمُرُ بِالأَمْرِ فَلا أُتَّبَعُ؟»،

فهذا دليلٌ على أنه يجب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتأخر الإنسان في ذلك.

الصحابة رضي الله عنهم لم يبادروا بالتحلل؛ لعل الله أن يغير الحكم، وينزل وحي، فالرسول صلى الله عليه وسلم غضب عند ذلك؛ لأنه لا يجوز أن يتباطأ الإنسان عن تنفيذ ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذا رأي ربيعة بن عبد الرحمن؛ أنه خاص بالصحابة رضي الله عنهم، وهو ليس كذلك، بل هو عام لجميع الأمة إلى أن تقوم الساعة، فسخ الحج إلى العمرة، بل هو أفضل.

قوله رحمه الله: «وَهُوَ بِلالُ بنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِي»، يعني: وليس بلال الذي هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (25/ 183)، وأبو داود (1808)، والنسائي (2808)، وابن ماجه (2984).