قوله رحمه الله: «عَنْ جَابِرٍ رضي
الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مُهِلِّينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم »، مُهِلِّينَ، يعني: محرمين.
«وَأَقْبَلَتْ عَائِشَةُ رضي
الله عنها بِعُمْرَةٍ حَتَّى إذَا كُنَّا بِسَرِفٍ، عَرَكَتْ»، عَرَكَت، يعني:
حاضتْ، وسَرف واد قريب من مكة.
«فَأَمَرَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحِلَّ مِنَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ،
قَالَ: فَقُلْنَا: حِلُّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْحِلُّ كُلُّهُ»، فَوَاقَعْنَا
النِّسَاءَ، وَتَطَيَّبْنَا بِالطِّيبِ، وَلَبِسْنَا ثِيَابَنَا»، يعني: بين الحج
والعمرة، هذا المتمتع.
«وَلَيْسَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَ عَرَفَةَ إلاَّ أَرْبَعُ لَيَالٍ»؛ لأنهم قدموا صبيحة رابعة
من ذي الحجة، الرسول صلى الله عليه وسلم قدم مكة هو وأصحابه صبيحة رابعة من ذي
الحجة.
«ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ
التَّرْوِيَةِ»، يوم التروية الذي هو اليوم الثامن، سُمِّيَ يوم التروية؛ لأنهم كانوا
يتروون الماء للحج من مكة؛ لأن مزدلفة والطريق في ذاك الوقت ليس فيه ماء، فيأخذون
معهم الماء من مكة.
والآن - والحمد لله - تيسرت الأمور، والدولة - وفَّقها الله - وفَّرت الماء
للحجيج في أيِّ مكان؛ في عرفة، في مزدلفة، في مِنى، وَفَّرَت لهم الماء، ولا يحتاج
يحملون معهم الماء.
«ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ
التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ
رضي الله عنها فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟»، قَالَتْ: شَأْنِي
أَنِّي قَدْ حِضْتُ، وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ وَلَمْ أَحْلِلْ وَلَمْ أَطُفْ
بِالْبَيْتِ، وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ إلَى الْحَجِّ الآْنَ»، هذا يوم التروية،
وجدها تبكي بسبب الحيض الذي أصابها، وأنها لم تشارك الناس في أداء العمرة، ثم تحرم
بالحج مثل الناس.