«فَقَالَ:
«إنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ»، الحيض هذا أمر
طبيعة، دم طبيعة وجبلة، ليس ناتجًا عن مرضٍ ولا عن نزيفٍ، وإنما هو دم طبيعة
وجبلة، كتبه اللهُ على بنات آدم من أجل الحمل؛ من أجل أنها تحمل وترضع.
«إنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ
اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي»، تغتسل وهي حائض، مستحب
أنها تغتسل وهي حائض؛ لأجل أن تحرم بالحج.
««فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ
أَهِلِّي بِالْحَجِّ»، فَفَعَلَتْ»، يعني: أدخليه على العمرة، أهلي بالحج
يعني: أدخليه على العمرة، تصير قارنة بدل أن كانت متمتعة، لكن لم تتمكن من أداء
العمرة بسبب الحيض، فالدين يسر، ولله الحمد.
«فَفَعَلَتْ وَوَقَفَتِ
الْمَوَاقِفَ»، فعلت، يعني: أحرمت وهي حائض، وأَهَلت بالحج، وأدخلته على العمرة، وصارت
متمتعة، ووقفت بالمواقف؛ في عرفة، في مزدلفة، في منى، وهي حائض.
فدلَّ على أن الحائض تفعل ما يفعل الحاج، وهذا صرح به النبي صلى الله عليه
وسلم لعائشة رضي الله عنها، قال: «افْعَلِي
مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ؛ غَيرَ أَلاَّ تَطُوفي بالبيتِ حتى تَطْهُرِي» ([1]).
«فَفَعَلَتْ وَوَقَفَتِ الْمَوَاقِفَ، حَتَّى إذَا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ»، إذا طهرت من حيضها، فإنها تطوف وتسعى للحج والعمرة جميعًا.
([1]) أخرجه: البخاري (305، 294)، ومسلم (1211).